كلف الرئيس السوري، بشار الأسد، وزير الزراعة السابق، رياض فريد حجاب، بتشكيل الحكومة الجديدة الذي يندرج في سياق متابعة سير العملية الإصلاحية التي بدأتها القيادة السورية وسط تفاقم الأزمة في البلاد على خلفية مجزرة “الحولة” وإعلان “الجيش السوري الحر” انسحابه من تنفيذ خطة عنان الرامية لحل الأزمة سياسيا. وفي أعقاب انتخابات مجلس الشعب الجديد التي جرت في السابع من ماي الماضي أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء مرسوما بتكليف رياض فريد حجاب وزير الزراعة السابق بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر ماي الماضي حسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا). وذكرت الوكالة أن الرئيس الأسد “أصدر مرسوما بتكليف رياض فريد حجاب يتشكيل حكومة الجمهورية العربية السورية”. تجدر الإشارة إلى أن رياض فريد حجاب كان وزيرا للزراعة والإصلاح الزراعي وأمين فرع حزب “البعث” الحاكم في دير الزور بين عامي 2004 و2008 وعين محافظا للقنيطرة في العام 2008 من ثم محافظا للاذقية في العام 2011. ويخلف حجاب عادل سفر الذي عين في افريل من العام الماضي بعد وقت قصير من اندلاع الانتفاضة الشعبية فى جنوب البلاد والتي امتدت فيما بعد لشتى أنحاء سوريا. للتذكير، فإن الانتخابات النيابية في سوريا تعد الأولى التي تجري بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في البلاد والذي جاء من ضمن سلسلة الإصلاحات التي أعلنتها السلطات السورية منذ بدء حركة الاحتجاجات في 15 مارس عام 2011، بينها إصدار دستور جديد يلغي الدور القيادي لحزب البعث في الدولة والمجتمع. وكان الرئيس السوري قد ألقى خطابا أمام أعضاء مجلس الشعب الجديد الأحد الماضي ألمح فيه إلى أن البلاد أمام استحقاق جديد هو تشكيل حكومة وطنية لمتابعة سير العملية الإصلاحية التي بدأتها القيادة السورية. وفي أول رد فعل على المرسوم الرئاسي وصفت المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية المعارضة في سوريا ريما فليحان المرسوم بأنه “خطوة لمحاولة خداع الرأي العام العالمي وليس لها أية قيمة لدى الشارع السوري الثائر” مشيرة إلى أن “الشخصية التي تم اختيارها هي شخصية بعثية من الدرجة الأولى أي أن النظام السوري ماض في اتباع سياسة الاستفزاز والتحدي للشارع السوري”. وأعربت المعارضة السورية عن أملها في أن يتغير الموقف الروسي إزاء الأزمة في بلادها حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن بلاده والصين ستعززان تحالفهما الأساسي لاسيما في إطار الأممالمتحدة حيث تعارض القوتان مساعي مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على النظام السوري. للتذكير، فإن روسيا والصين -اللتان تعارضان التدخل الأجنبي في الصراع بسوريا- استخدمتا حق النقض (فيتو) العام الماضي ضد مشروعي قرارين لمجلس الأمن الدولي بشأن إدانة الحكومة السورية فيما صوتا العام الجاري لصالح خطة عنان ذات النقاط الست بما في ذلك وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم 12 أفريل الماضي وإرسال مراقبين تابعين للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين الاربعاء أن تغيير النظام في سوريا حيث يواجه نظام بشار الاسد حملة الاحتجاجات الشعبية بالقمع، قد يقود الى “كارثة”. وصرح لافروف أن “(مجموعات المعارضة) خارج سوريا تدعو الاسرة الدولية بشكل متزايد الى ضرب نظام الاسد وقلبه”، مضيفا أن “ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة ويمكن أن يقود المنطقة الى كارثة”.