ليس لدي عقلية دفاعية، ولعبت حسب إمكانات اللاعبين نزل المدرب الوطني السابق، رابح سعدان، أمس الأول، ضيفا على قناة دبي الرياضية، حيث تطرق للعديد من المسائل التي تخص التشكيلة الوطنية خلال المرحلة التي أشرف عليها على الخضر. كما أدلى ولأول مرة بتصريحات عن المدرب الوطني الحالي وحيد حليلوزيتش، حيث اعتبر شيخ المدربين أن المدرب البوسني محظوظ جدا بالنظر إلى الظروف المواتية للعمل حاليا، فضلا عن الإمكانات المادية والبشرية الكبيرة والتي لم تكن متوفرة حسب سعدان عندما كان على رأس العارضة الفنية للخضر. أكد المدرب سعدان أن كل الظروف تقف في صالح المدرب حليلوزيتش من أجل تحقيق أهدافه المتمثلة في التأهل لكأس إفريقيا المقبلة ومونديال البرازيل، معتبرا أن المنتخب الوطني الحالي يملك العديد من الأسماء اللامعة، والتي تنشط في فرق من المستوى العالي في أوروبا على غرار نجم وسط ميدان فالنسيا الإسباني، سفيان فيغولي. وصرح سعدان قائلا “الأسماء الموجودة حاليا في المنتخب أفضل بكثير من الأسماء التي كانت أثناء فترة إشرافي على الخضر، حاليا نجد عناصر تلعب في المستوى العالي، كما أن متوسط أعمارها صغيرا جدا، وهذا أمر إيجابي، وفي صالح التشكيلة الوطنية”. وأكد سعدان أن التشكيلة التي تأهل بها إلى مونديال جنوب إفريقيا الأخير، فضلا عن الوصول إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا بأنغولا تعتبر تشكيلة ضعيفة مقارنة بالأسماء الحالية، حيث أكد أن الخيارات في مرحلته كانت ضئيلة، وكانت معظم الأسماء مغمورة، وتلعب بصفة احتياطية رفقة أنديتها. واعتبر سعدان أن مصر كانت تضم تشكيلة أفضل من المنتخب الجزائري جماعيا، وكانت الأكثر ترشيحا للتأهل وقال “مصر أفضل منا لكن الروح القتالية هي التي حسمت تأهلنا لكأس العالم على حسابهم”. وأما بخصوص نتائج الخضر في مونديال جنوب إفريقيا، فقد اعتبر المدرب سعدان أن ظهور الخضر في المحفل العالمي بعد 24 سنة من الغياب لم يكن مخيبا، وقال “في أول الأمر كان الهدف التأهل فقط والمشاركة، ثم بدأت الأحلام تكبر. لقد كنا في مجموعة صعبة، فأمريكا بطلة كأس القارات، وإنجلترا أول من لعب الكرة، في حين أن سلوفينيا تأهلت لكأس العالم على حساب المنتخب الروسي القوي”. وأضاف سعدان “في بادئ الأمر قيل لي المهم أن لا نسجل فضيحة في المونديال، وأن لا نتلقى الهزائم الثقيلة، ونجحنا في تحقيق ذلك، لكن البعض أراد منا تحقيق التأهل للأدوار الموالية، وهو أمر غير معقول بلاعبين يشاركون لأول مرة في المونديال”. وفي سؤال عن سبب تألق الخضر في مونديال 1982 بإسبانيا مقارنة بمونديال جنوب إفريقيا، فقد أوضح المدرب السابق للخضر أن الكرة الجزائرية كانت تعيش احترافا حقيقيا في فترة الثمانينات، حيث كانت الأندية محترفة بأتم معنى الكلمة، ووفرت لاعبين جيدين للمنتخب. “علاقتي مع روراوة يسودها الاحترام المتبادل” وأكد سعدان أن علاقته مع رئيس الاتحادية الوطنية، محمد روراوة، يسودها الاحترام، مؤكدا أن العلاقة توترت ما بعد المونديال، حيث أكد أن بعض الأطراف الخارجية حاولت التدخل في عمله، وقال “الأمور بيني وبين الحاج روراوة عادت إلى مجراها الطبيعي، بدليل أنه قدم لي عرضا من أجل الإشراف على المديرية الفنية”. “من الظلم أن تتم مقارنتي بحليلوزيتش” ودافع المدرب الوطني السابق عن خياراته التكتيكية مؤكدا أنه يضع خططه بناء على إمكانات لاعبيه، حيث اعتبر أن البعض يعتقد أن سعدان يعتمد على الدفاع، لكن الحقيقة أنه كان يعتمد على نقاط قوة المنتخب. وأوضح سعدان قائلا “هناك الكثير من الكلام الخطير الذي قيل عني، مثل أني أفضل اللعب بطريقة دفاعية، لكن الحقيقة أنني كنت أضع الخطة على حسب الأسماء المتوفرة، لم يكن لدي لاعبون من المستوى العالي”.وأوضح سعدان أن بعض أنصار المنتخب يحاولون حاليا المقارنة بينه وبين المدرب الحالي وحيد حليلوزيتش، مؤكدا على أن المقارنة ظالمة باعتبار أن ظروف العمل بينهما تختلف بشكل واضح، حيث أكد المدرب السابق أنه أشرف على المنتخب في ظروف جد صعبة، سواء من الناحية النفسية حيث مر الخضر بمرحلة صعبة بعد عدم تأهلهم للكان، وكذا من حيث الإمكانات الضعيفة التي كانت متوفرة من طرف الفاف حينها. كما أوضح أن العقلية السائدة لدى استلامه الخضر كانت عقلية هاوية، حيث تجد حالة من اللاانضباط لدى لاعبي المنتخب، فضلا عن رفض العديد من اللاعبين حمل الألوان الوطنية. واعتبر سعدان أن نجاحاته وإنجازاته مع الخضر ساهمت في رفع قيمة المنتخب عاليا، وحدوث تغييرات كبيرة لصالح الخضر. وقال “بعد نجاحنا في التأهل للمونديال أصبح المنتخب الوطني كبيرا في وجه الجميع، حيث جاء المستثمرون، وزادت ميزانية الفاف كثيرا. حاليا الأمور أفضل بكثير، الخضر لديهم جميع الوسائل المادية للنجاح، لديهم مركز تحضير خاص بسيدي موسى، والأموال متوفرة لضمان التحضير الجيد”. وتحدث سعدان مازحا أن ما يتقاضاه الناخب الوطني الحالي يتجاوز 10 أو 20 ضعفا ما كان يتقضاه هو لما أشرف على التشكيلة الوطنية، وهو من الأمور التي توضح الفروق الكبيرة بين الظروف التي يعمل بها حليلوزيتش، والظروف التي أتيحت أمامه. “كان من الأفضل عدم التفريط في زياني والثلاثي المعتزل” ورغم ابتعاده من الخضر، إلا أن المدرب الوطني السابق أبى إلا أن يعطي بعض نصائحه حول التشكيلة الوطنية، حيث أوضح أنه كان من الأجدر الاحتفاظ بخدمات ركائز المنتخب الوطني والتي ساهمت في نجاحات الخضر السابقة، وذلك لإعطاء الخبرة اللازمة للتشكيلة، على غرار الاحتفاظ بلاعب الوسط زياني، والثلاثي المعتزل بلحاج، مطمور وعنتر يحيى. “مدرب تونس يحظى بالدعم، غيرتس غير ناجح في المنتخب وبرادلي في الطريق الصحيح” وفي الأخير تحدث شيخ المدربين عن رأيه فيما يخص مدربي منتخبات شمال إفريقيا، حيث اعتبر أن المدرب التونسي الطرابلسي يملك كل مؤهلات النجاح رفقة نسور قرطاج، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يلقاه من مسؤولي الكرة في بلاده، وأما ما يخص مدرب المنتخب المغربي فقد اعتبر سعدان أن المدرب البلجيكي إيريك غيرتس غير ناجح رفقة المنتخبات. وقال “ليس كل مدرب ناجح مع الأندية يملك مقومات النجاح مع المنتخبات، غيرتس لا يملك تجربة المنتخبات لذلك فشل” وأضاف أن “مسؤولي الجامعة المغربية أخطأوا عندما اعتقدوا أن الأموال ستضمن لهم مدرب ناجح، لكن هذا غير صحيح”. واعتبر سعدان أن مدرب مصر الأمريكي بوب برادلي يسير في الطريق الصحيح حاليا، وبإمكانه تحقيق نتائج ايجابية مع الفراعنة.