حاجيتكم ماجيتكم لو كان ماشي هو ما جيتكم: يروى أن أحد الحكماء أراد أن يختبر ابنه الذي بلغ سن الزواج، فنصحه قبل أن يرتبط بأي امرأة أن يختبر "علم النساء"، و لم يكن طبعا الابن قد سمع من قبل بهذا النوع من العلم، فطلب من أبيه أن يساعده، لكن الشيخ الحكيم رفض طلب ابنه ونصحه أن يضرب في مشارق الأرض ومغاربها، ليتعلم بنفسه.. فما كان من الابن إلا تنفيذ نصيحة والده وهام على وجهه في الأرض بحثا عن سر "علم النساء". ومرت الأيام والسنوات دون أن يجد الشاب المسكين أي إجابة أو حلا للغزه، فمر ذات مرة على شجرة أراد أن يستظل بها أمام بئر، وهو مهموم، فمرت عليه عجوز كانت تريد الاستسقاء لغنمها، ولما رأت الشاب مهموما سألته، ولما أخبرها بقصته ضحكت العجوز وقالت له ماذا إن كانت الإجابة عن اللغز عندي؟ تعجب الشاب وظنها في البداية تسخر منه، لكنها قامت فجأة برمي نفسها على حافة البئر وبدأت تصرخ مستنجدة بأبنائها الذين هرعوا لنجدة أمهم محملين بالسيوف والعصي والهراوة، ولما رآهم الشاب يقتربون اصفر وجهه وقال لها: ابناك سيقتلونني. لكنها طلبت منه أن يفرغ عليها دلوا من الماء، ففعل، ولما وصل أبناء العجوز أخبرتهم أن هذا الشاب قام بإنقاذها من البئر الذي سقطت فيه فشكروه على صنيعه.. وهنا قالت له العجوز: ألم تستفسر عن علم النساء؟ قال نعم، لكنك لم تخبريني بشيء إلى الآن، فضحكت العجوز وقالت: ألم تفهم بعد هذا هو علم النساء "المرأة تقتلك وتحييك".