تزايدت حالات الاعتداء على المقابر منذ شهر أفريل المنصرم، لاسيما بوسط وغرب البلاد، أين يستغل السحرة والمشعوذون ساعات الليل الأخيرة، وانعدام الحركة للتسلل إلى القبور وانتهاك حرمات الأموات، لممارسة طقوسهم الشيطانية. قالت مصادر أمنية من الدرك الوطني، ل"الفجر"، أنها تمكنت في الفترة الأخيرة من وضع حد لنشاط بعض المشعوذين متلبسين في المقابر في ساعات متأخرة من الليل، بعد تلقيهم شكاوى من مواطنين حول نشاط مشبوه لأشخاص يتسللون خلسة إلى المقابر وبعد تشديد الرقابة تمكنت عناصرها من إلقاء القبض على بعض العناصر وهي تحمل بعض المواد المستعملة في السحر ك "البخور" إلى جانب صور فوتوغرافية لعدة ضحايا في ريعان الشباب من الجنسين، اغلبهم من العنصر النسوي. وأضافت ذات المصادر، أن مصالح الدرك الوطني أحصت منذ شهر افريل المنصرم أكثر من 10 حالات، اغلبها بوسط وغرب البلاد، خاصة بمنطقة القبائل، وتواصل مصالحها عملية الرقابة على المقابر التي استقبلت بشأنها شكاوى من المواطنين، مشددة على أن الأمر يصعب عليها دون وجود بلاغات، كما يصعب إلقاء القبض على هؤلاء في حالة تلبس. وفسرت مصادر "الفجر"، الانتشار الكبير للظاهرة إلى فصل الضيف حيث تكثر الأعراس ويستعين بعض الأشخاص بالسحرة والمشعوذين لإلحاق الضرر بالآخرين أمام غياب الوازع الديني ولم تستبعد ذات المصادر تورط بعض حراس المقابر في تسهيل عمل هؤلاء المجرمين بقصد أو دون قصد، مضيفا بأن انتهاك حرمات المقابر لا يقتصر على المشعوذين فقط بعد أن استباحها المنحرفون الذين لا يتوانون في تناول المشروبات الكحولية بها، وممارسة الفسق والزنا. من جهتها، أكدت مصادر من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أن حماية المقابر ليس من مسؤوليتها وإنما مسؤولية البلديات، مشيرة إلى أنها تستقبل في بعض الأحيان هذا النوع من الشكاوى لكن توجه أصحابها إلى المعنيين، مدينة في السياق هذه الأفعال الشيطانية التي وجدت مناخا خصبا عند ضعاف النفوس.