يتكبد سكان قرية بن هجام ببلدية المحرة التابعة لولاية البيض، صنوف معاناة مريرة تجتر معها لمدة طويلة مخلّفات التهميش والحرمان رغم تعاقب المجالس المنتخبة التي لم تغيّر واقع البؤس الذي ارتسمت معالمه في ربوع هذه القرية. جولة قصيرة مع بعض شبان القرية، والاستماع لهموم السكان وانشغالاتهم بداية من الرمال التي زحفت على كل شيء في هذه القرية، وغطت مداخل البيوت والشوارع الترابية التي حوّلتها أشغال مشروع شبكة الصرف الصحي إلى مسالك وعرة. وفي ظل هذه الظروف الطبيعية وتقلص المساحات الرعوية التي فقدت غطاءها النباتي، فضل العديد من الموالين وممارسي النشاط الرعوي الهجرة نحو المدن القريبة، وبدرجة أكثر إلى مدينة المشرية التي تبعد عن القرية ب 50 كلم. ورغم أهميتها الاقتصادية والاجتماعية إلا أن وضعية الطريق من أهم الانشغالات التي يطرحها السكان ويلحون على سلطات ولايتي البيض والنعامة بتأهيلها بالخرسانة المزفتة، خاصة بعدما انتهت بها أشغال التأهيل بتراب التيف. وبعيدا عن هاجس الطريق تقاطعت أحاديث سكان القرية حول الواقع الصحي الصعب، حيث تفتقر قاعة العلاج لتجهيزات إسعاف المرضى والمصابين باللسعات العقربية. وفي غياب سيارة الإسعاف، تزداد الوضعية سوءا إذا تطلب الأمر تحويل الحالات المرضية المستعصية أو الإستعجالية إلى مستشفى المشرية، حيث تبقى شاحنات نقل الأعلاف والحيوانات الوسيلة الأكثر توفرا في مثل هذه الظروف. ودائما في سياق الانشغالات طالب الأولياء بتحسين ظروف تمدرس أطفالهم بالمدرسة الابتدائية الوحيدة بالقرية التي تكاد تغطيها الرمال بجهة الجدار الذي أسقطته الرياح عدة مرات، قبل أن تبادر البلدية إلى إعادة بنائه لمنع دخول الحيوانات ساحة المدرسة قبل وضع السياج بهذا المكان. وتبقى البطالة وغياب فرص التشغيل اهتمامات أخرى تحدث عنها الشبان الذين يئسوا الفراغ والروتين والوعود التي لا طائل من ورائها، والتي لم تغيّر شيئا من واقعهم المثقل بالمتاعب، متسائلين في سياق متصل عن برنامج التضامن الذي حمله للولاية وزير القطاع خلال زيارته الأخيرة للمنطقة وحصة سكان القرية من هذه الإعانات.