تشهد مصالح الاستعجالات الطبية بالمستشفيات العاصمية، حالة من الاكتظاظ شبه اليومي مباشرة عقب موعد الإفطار، نتيجة تجاهل المواطنين لتعليمات وزارة الصحة ونصائح الأطباء في مقادير وكيفيات تناول المأكولات والمشروبات، ناهيك عن المصابين بأمراض مزمنة الذين يجبرون أنفسهم على الصيام رغم إجازة الإفطار لأسباب صحية خارجة عن نطاقهم، لتزيد حصيلة حوادث المرور التي ارتفعت نسبتها بشكل رهيب منذ بداية شهر رمضان خاصة قبيل موعد أذان المغرب، ناهيك عن ضحايا الاعتداءات. أضحت مصالح الاستعجالات بالمستشفيات الجامعية الموزعة على إقليمالجزائر العاصمة، مكتظة عن آخرها عقب كل موعد إفطار من الشهر الكريم، بسبب عدد المرضى المتوافدين عليها خلال تلك الفترة، بين ضحايا سوء التغذية ممن يفرطون في تناول بعض المشروبات والمأكولات التي غالبا ما تضر بصحتهم مباشرة بعد تناولها بسبب الشراهة، أوعدم مطابقتها للشروط الصحية ومعايير النظافة، دون أن ننسى المصابين بالأمراض المزمنة الذين يتجاهل جلهم نصائح الأطباء ويصرون على الصوم، متناسين ترخيص ديننا الحنيف في مثل هذه الحالات، على غرار مرضى القولون العصبي، السكري من الصنف الثاني، فقر الدم، وغيرها من الأمراض المزمنة، ناهيك عن مصابي الحوادث المرورية التي تتزايد خلال هذا الشهر المعظم، لاسيما قبيل موعد أذان المغرب للحاق بمائدة الإفطار، حيث تتزايد نسبة الحوادث بشكل رهيب في هذا الشهر.. وكأن كل هذه الأسباب لا تكفي ليزيد المنحرفون واللصوص من عدد الجرحى والمصابين جراء اعتداءاتهم، خاصة عند موعد الإفطار والسحور، إذ تكون الشوارع خالية من الحركة، فيتحين هؤلاء الفرصة للإطاحة بضحاياهم. من جهته، أكد أحد الأطباء أن تزايد عدد الحالات الاستعجالية بعد الإفطار خلال شهر رمضان تتكرر كل سنة لذات الأسباب المذكورة سابقا، إذ يعاني أغلب المصابين المقبلين على قسم الاستعجالات الطبية من أمراض المعدة وتليف الكبد نتيجة تناول المياه بسرعة وبكثرة بمجرد الإفطار، ناهيك عن المأكولات الدهنية والثقيلة، ما يستدعي نقلهم على جناح السرعة، إضافة للمصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، فقر الدم والقولون العصبي، وغيرها من الأمراض التي توقعهم في مشاكل صحية نتيجة تعمدهم الصيام وعدم الأخذ بنصيحة الأطباء، فضلا عن عدم تناول الأدوية وتجاوز مدة مواعيدها. وتشكل فئة كبار السن النسبة الأكبر من عدد الوافدين على قسم الاستعجالات، مشددا على ضرورة التقيد بالنصائح الممنوحة من قبل أطبائهم، إضافة للتحلي بالصبر أثناء تناول الفطور وعدم الإكثار من المواد المثقلة للمعدة، وتجنب المشروبات التي تباع بطريقة فوضوية لعدم مطابقتها للمعايير الصحية.