لم يعرف سعر مادة الخبز بولاية عنابة الاستقرار منذ بداية الشهر الفضيل، حيث أنه وفي ضل انعدام الرقابة يتم التلاعب بالتسعيرة التي وصلت إلى حد ال50 دينار للخبزة العادية الواحدة، ما وصفة المواطنون بجنون الربح السريع الذي لم يتوقف مده عقب انقضاء 15 يوما من شهر الصيام. ففي الوقت الذي تغير فيه العديد من المخابز نشاطها، يتم تمويل باعة الأرصفة بكميات من الخبز يقومون بعرضها للبيع وفق أسعار لاتمت بصلة لأي تسعيرة أو فوترة قانونية، فمن ال30 إلى ال50 دينار، أو أكثر يتم بيع الخبز بجميع إشكاله للمواطنين . وما زاد في تكريس هذه الظاهرة، التي لم تتمكن مديرية التجارة من التحكم فيها، التهديد المباشر الذي توجهه مافيا السوق السوداء أو حتى أصحاب بعض المخابز الخاصة، لأعوان الرقابة بالانتقام منهم ضربا إذا قاموا بتحرير تقرير سلبي ضدهم، ما ساهم في خلق فوضى بيع حقيقية لمادة الخبز التي يتم عرضها في أي مكان وبأي طريقة للبيع بأثمان مبالغ فيها بشكل كبير. وأمام افتعال الندرة لمادة الخبز، التي لا يمكن الحصول عليها مع اقتراب ساعات المساء، يتم التلاعب بأسعار هذا الأخير بعيدا عن رقابة أعوان التجارة ومكافحة الغش الذين سبق وأن قاموا بمتابعة أزيد من 30 خبازا قانونيا، نتيجة التجاوزات التي اقترفوها في حق المواطنين. هذه الممارسات تحدث غالبا بتواطؤ بين أصحاب المخابز وباعة الأرصفة، ففي ظل ندرة المخابز التي تبيع المادة أيام رمضان يغتنم بعض البزناسية الفرصة لخلق مضاربة حقيقية في مادة أساسية مثل مادة الخبز. ومن جانب آخر تجدر الإشارة، أن عديد المخابز بعنابة كانت قد أوصدت أبوابها لخروج عمالها في عطلتهم السنوية وذهابهم إلى منازلهم، بالولايات المجاورة، ما خلق أزمة حقيقية في مادة الخبز عبر مخابز عنابة، التي يتعدى عددها ال 300 مخبزة عبر بلدياتها ال12، ليبقى شهر رمضان فرصة للتجار كي يحققوا أكبر كسب عن طريق استغلال أي فرصة، علما أن تجار الأرصفة يقومون بتسويق الخبز في سلال لا تستجيب لشروط النظافة، وبأمكنة ملوثة مثل سوق حي ابن خلدون الذي يعج بالقاذورات ومياه الصرف الملوثة. و رغم هذه الظروف الصحية الخطيرة، يلاحظ كل صباح اصطفاف المواطنين أمام باعة الخبز المتنقلين، الذين يشهدون إقبالا منقطع النظير للزبائن عليهم بحكم كون اغلب المواطنين مرغمين على شراء الخبز الذي يستحيل العثور عليه مساءا. ولمواجهة الندرة وغلاء مادة الخبز لجأت العشرات من العائلات إلى اقتناء مادة السميد بغرض صناعة الخبز المنزلي، لإنهاء هذه المعاناة، التي يبدو أنها ستطول بمدينة عنابة على الخصوص، ويرجح بقاؤها إلى مابعد الشهر الفضيل . حيث سيختار الخبازون الأسعار التي يريدونها، علما أن الدولة تقدم الدعم لأسعار الفرينة، ناهيك عن إجراءات خفض تكاليف الغاز والكهرباء، غير أن الاستجابة لمطالب الخبازين لم تنعكس على سعر الخبز الذي أصبح مرفوع الدعم بشكل غير قانوني من قبل مافيا التجارة التي تتحكم في سير العجلة الاقتصادية في ولاية عنابة.