أكدت مصادر من حزب ”العدالة والتنمية” أن التوجه العام للحزب يسير نحو الدخول بقوائم موحدة مع أحزاب إسلامية في الاستحقاقات المقبلة، في حال قررت الأخيرة المشاركة، وأن هناك جناحا يضغط على الشيخ عبد الله جاب الله للتحالف مع عبد المجيد مناصرة ومحمد السعيد وتيار ثان للتحالف مع تكتل الجزائر الخضراء. دعا حزب العدالة والتنمية لاعتماد التوصيات التي أدرجتها اللجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات في تقريرها الخاص بتشريعات 10 ماي الفارط، لمنح ضمانات أكبر لنزاهة الانتخابات وشفافيتها، وعلى رأس التوصيات تحييد الإدارة من الإشراف على العملية الانتخابية نظرا للتجاوزات المسجلة في مختلف المواعيد الانتخابية وللانتقال من عهد الأحادية إلى عهد التعددية الحقيقية التي تسمح بمشاركة جميع الأطراف الفاعلة في العملية الانتخابية. وشدد عضو المكتب الوطني في جبهة العدالة والتنمية، عمار خبابة، على ضرورة استحداث هيئة مستقلة تتشكل من عدة أطراف حيادية من القضاة والإعلاميين وممثلين عن وزارة الداخلية تتمتع شخصياتها بالمصداقية تتولى الإشراف المباشر على العملية الانتخابية، مضيفا ”يجب صياغة نظام انتخابي جديد يكون بعيدا عن سيطرة الدولة مع البقاء على مشاركتها في هذا النظام، وهذا من خلال استحداث لجنة توكل لها مهمة تنظيم الانتخابات يشرف عليها قضاة وإعلاميون، إلى جانب ممثلين عن وزارة الداخلية والجماعات المحلية”. من جهة أخرى، قالت مصادر قيادية في العدالة والتنمية حول المشاركة من عدمها في الاستحقاقات المقبلة، إن مجلس الشورى لم يفصل في الأمر وإن هناك نقاشا جادا في الموضوع، مشيرا في ذات السياق إلى وجود تيارين، احدهما يؤمن بالمشاركة للتعريف بالحزب أكثر خاصة وأنه مولود جديد لم يتموقع بعد في الساحة السياسية، في حين يرى الاتجاه الثاني أنه لا جدوى من المشاركة في ظل التزوير الذي استشرى في المواعيد الانتخابية، مستدلين بالتشريعيات الأخيرة، وما شابها من تزوير مفضوح كرس المشهد السياسي، الذي ظل يرفضه الجزائريون رغم الوعود التي سبقتها، مؤكدين أن المحليات المقبلة ستكون فصلا آخر من فصول التشريعيات. ومع احتدام الصراع بين الجناحين، من غير المستبعد أن تلجأ الحركة إلى خيار التصويت من بين عدة خيارات مطروحة للفصل في المشاركة من عدمها.