بعد أن شبعنا من أكل لحوم الكلاب والحمير والخنازير البرية التي أوهمنا بعض التجار الجشعين بأنها لحوم ضأن وبقر، وبعد أن استورد لنا بعض المستوردين “الرسميين” بعض الخضر الموجهة للاستهلاك الحيواني كالبطاطس التي استقدمت من كندا والتي بيعت لنا على أنها للآدميين، واكتشفها بعض أبناء الحلال على أنها مخصصة للحلوف، وليس بدعا أو غريبا أن يكون المستهلك الجزائري قد أكل مواد موجهة للكلاب والقطط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أليفة وغير أليفة، وهذه الأيام تطالعنا الأخبار على أن الدجاج و”الداند” والبقر تستعمل من أجل تسمينها و”تزكية” لحمها مواد هورمونية تصيب المستهلكين بالسرطان وتؤدي بهم إلى التهلكة المؤكدة. وغير بعيد عن مربي الدجاج والديك الرومي والأبقار والأغنام علمنا أن بعض الفلاحين والمزارعين يستعملون الغاز والمازوت من أجل تضخيم محصول الدلاع ومن أجل جعله أحمر اللب... نحن نعرف أن سلم القيم انهار في بلادنا إلى أسفل الدرجات، وندرك أن أخلاقنا هوت إلى الدركات الدنى، وأن الجشع لدى تجارنا بلغ مبلغه، لكن لم نكن نتصور أن يصل هذا الجشع إلى إبادة الشعب وقتله والاستهانة بصحته والعبث بحياته من أجل ثراء غير مشروع... ألا يعلم الجشعون بأن الحلال طيب على قلته والحرام خبيث على وفرته وكثرته؟ ألا يتقون الله في أنفسهم وأهليهم... هلا من صحوة ضمير تعيدهم إلى رشدهم وتبعدهم عن هذا الغي وهذا الاستهتار... ألا يمكن للدولة المطالبة بحماية مواطنيها من أن تضرب بيد من حديد هؤلاء الجشعين؟ ألا يمكن أن تعود إلى القوانين الرادعة الصارمة فتقوم بإعدام كل من تسول له نفسه المساس بأمن المواطنين وبصحتهم حتى يكون عبرة للآخرين، وحتى نشعر المواطن في هذا البلد بأننا نهتم بصحته ونحرص على سلامته، لأننا والله أصبحنا نشعر وكأننا لا نعني شيئا بالنسبة لدولتنا مع استفحال مثل هذه الظواهر وانتشارها في جميع مناحي حياتنا... اللهم الطف بنا وبمواطنينا... آمين.