تساءل العشرات من سكان ولاية غليزان في الأيام الأخيرة عن الأسباب التي تقف وراء نقص وندرة حادة في قارورات المياه المعدنية بمحلات التجار، المنتشرة بإقليم البلديات، لا سيما على مستوى عاصمة الولاية. وكشفت تجار التجزئة ليومية “الفجر”، بأنّه ليس من السهل الحصول على قارورة المياه المعدنية خلال هذه الأيام، لأسباب لم يفهمها الجميع، خاصة وأنّ بعض التجار تحدثوا عن ارتفاع طالبي هذه المادة المعدنية بسبب امتناع المواطنين شرب المياه التي تذرفها حنفياتهم بسبب نكهتها ولونها، وأفاد تاجر في بلدية جديوية، بأنّه تنقل مرارا وتكرارا للحصول على حصته من بائعي الجملة، غير أنّ محاولاته باءت بالفشل، فأضحى دكانه لا يتوفر على هذه المادة، التي سببت له حرجا مع زبائنه. وشهدت قارورات المياه المعدنية خلال هذه الصائفة ارتفاعا في السعر، حيث تجاوز في بعض المحلات 40 دج لقارورة ذات سعة 1 لتر، بعد الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلكين، خاصة في المناطق والأحياء الشعبية، التي يشتكي فيها أصحابها من تلوث مياه الشرب، كما هو الأمر بالنسبة لعاصمة الولاية غليزان، التي يشهد سد سيدي أمحمد بن عودة توحلا، لأسباب مجهولة، أثر على لون ومذاق هذه المادة، ما جعل العائلات عمل على اقتناء المياه المعدنية للشرب، مرغمين على ذلك، رغم الفاتورة التي أصبح يدفعها المواطن البسيط في ولاية تعرف بسدودها الثلاث وآبارها المالية. وحسب الأصداء التي جمعتها الجريدة فإنّ بعض العائلات تدفع شهريا 5000 دج لاقتناء هذه المادة، فيما يعمل أصحاب المركبات الحصول على مياه الشرب بالتنقل نحو المناطق الأخرى، الريفية في الجهة الغربية، وجلب المياه عن طريق الدلاء. ولم يتوقف توسع استهلاك المياه المعدنية في المناطق الحضرية بل ظهر وزاد حدة رغم غلائها في المناطق الريفية، خاصة تلك التي تعاني من قدم وصدئ شبكة ايصال مياه الشرب، مما يجعل هذه المادة تأخذ ألوانا تختلف عن لونها الأصلي.