وصفت وسائل الإعلام الأمريكية الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر الحزب الديمقراطي، بأنه أعطى دعماً قوياً لأوباما الذي يأمل بالفوز بولاية رئاسية ثانية. وقد حض الرئيس باراك أوباما الأمريكيين على التحلي بالصبر في السعي لإعادة بناء اقتصاد البلاد الضعيف وهو يدعوهم من أجل منحه ولاية جديدة في منصبه ورفض في تحد مقترحات منافسه الجمهوري ميت رومني لاستعادة النمو. وحدد أوباما في خطابه أهداف رئاسته الثانية ومن بينها خلق مليون وظيفة جديدة وجعل قانون الضرائب أبسط وأوضح. وقال أوباما في كلمة قبوله الترشيح للرئاسة في المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي: "يا أمريكا لم أقل قط أن هذه الرحلة ستكون سهلة ولن أعدكم بذلك الآن. نعم طريقنا أصعب لكنه سيفضي إلى وضع أفضل". وقال أوباما للأمريكيين إنهم يواجهون سبلا مختلفة تمام الاختلاف في المفاضلة بينه وبين منافسه رومني في انتخابات السادس من نوفمبر. وأضاف أن النهج الذي اختاره ربما يكون شاقا إلا أنه سيحقق النهوض الاقتصادي. وجادل أوباما بأن الإجراءات التي اتخذها مثل إنقاذ صناعة السيارات بدأت تؤتي ثمارها، ورفض مقترحات رومني لخلق فرص العمل. وانتقد رومني قائلا إنه لا يلتفت للمواطن الأمريكي العادي، واتهم منافسه الجمهوري بأنه لا يريد سوى مكافأة الأثرياء بتخفيضات ضريبية وتحرير البنوك الكبرى والسماح لشركات الطاقة بوضع سياسة لإجراء مزيد من عمليات الحفر بحثا عن النفط. وكان رومني تعهد بخفض الضرائب 20 في المائة للأمريكيين بمن فيهم الموسرون، وإلغاء بعض تخفيضات ضرائب الدخل للتعويض عن نقصان العائدات الضريبية. وكان يدافع عن زيادة كبيرة في إنتاج النفط والتجارة بهدف خلق 12 مليون فرصة عمل على مدى أربعة أعوام. وقال أوباما: "إني أرفض أن أطلب من عائلات الطبقة المتوسطة التخلي عن تخفيضاتها الضريبية من أجل امتلاك منزل أو تربية أطفالها لا لشيء إلا للتعويض عن خفض ضريبي آخر لمليونير". وأضاف: "الحقيقة هي أننا سنستغرق بضعة أعوام أخرى للتصدي للتحديات التي تراكمت على مدى عقود". وكان المؤتمر القومي للحزب الديمقراطي خير فرصة لأوباما لمخاطبة مؤيديه قبل المناظرات التي تبدأ في أكتوبر. أما نائب الرئيس جو بايدن الذي أعلن ترشيحه رسميا لفترة ولاية جديدة، فقد ألقى كلمة مؤثرة قبل كلمة أوباما واغرورقت عيناه بالدموع خلالها، حين ورد ذكر قدامى المحاربين. وقال بايدن إن أوباما "لديه شجاعة الروح ورأفة القلب وعزيمة من الصلب". ومن أبرز ما ورد في خطاب أوباما قوله: "في نهاية المطاف، عندما تأخذون هذه البطاقة الانتخابية ستجدون أنفسكم أمام الخيار الأوضح منذ جيل. في الأعوام المقبلة، قرارات كبرى سوف تتخذ في واشنطن حول التوظيف والاقتصاد والضرائب والعجز والطاقة والتعليم والحرب والسلم، وهي قرارات ستكون لها نتائج كبيرة على حياتنا وعلى حياة أطفالنا لعقود مقبلة".