أعطت الحكومة الضوء الأخضر لمراكز الإيواء والإسعاف الاجتماعي ومختلف الدور المكلفة بالفئات الاجتماعية، لإخلاء الشوارع والأماكن العمومية من المختلين عقليا والمتشردين والمدمنين، من خلال إطلاق حملة للتكفل بهم، ستشرع فيها المصالح المختصة بعد أيام. أفادت مصادر مطلعة ل”الفجر” أن الحكومة ستشن حملة جادة للقضاء على ظاهرة انتشار المختلين عقليا والمشردين والمدمنين في الشوارع والساحات العمومية والحدائق، خاصة في العاصمة والمدن الكبرى، التي ترتفع فيها أعداد هذه الفئات بشكل ملفت، وهو قرار اتخذه الوزير الأول عبد المالك سلال ضمن سلسلة الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى إعادة الاعتبار للمحيط الحضري وإعطاء وجه عصري ولائق للعاصمة وكل المدن الجزائرية. وستعرف العاصمة خلال أيام - وفق ما أوردته مصادر متطابقة - عملية واسعة للتكفل بالمشردين والمختلين عقليا، وكذا العجزة والمسنين، المتسولين والمدمنين، لتعمم هذه العملية على مختلف المدن الكبرى وولايات الوطن، بإشراك مختلف الفاعلين في قطاع النشاط الاجتماعي، من مراكز الإيواء والإسعاف الاجتماعي، ودور العجزة والمسنين وحتى المراكز المختصة بالمعوقين، وعلاج المدمنين على المخدرات والكحول، وستساهم فيها المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية ومديريتي النشاط الاجتماعي والصحة. وتجتمع غدا الأطراف الشريكة في هذه الحملة في اجتماع موسع على مستوى ولاية الجزائر، لتوجيه توضيحات إلى مدراء المراكز المذكورة، لشرح تفاصيل برنامج هذه الحملة، والتي ستكون جادة مقارنة بالحملات السابقة التي عرفتها العاصمة، والتي كانت في كثير من المرات ”ظرفية” أو”مناسباتية”، ومقترنة بتنظيم أحداث سياسية ونشاطات ثقافية دولية كالمهرجانات التي احتضنتها الجزائر العاصمة، صاحبتها حينها حملات تزيين وتنظيف المحيط، وفي حالات أخرى، جرى تنظيم هذه الحملات في أيام الشتاء التي تنخفض فيها درجة الحرارة كثيرا. وتعتزم الحكومة هذه المرة، في إطار الترتيبات التي اتخذتها لإعادة الاعتبار للمحيط العام وإعطاء ولاية الجزائر هيبتها كعاصمة سياسية واقتصادية للبلاد، وضع حد نهائي لتواجد هذه الفئات الاجتماعية في الأماكن العمومية، خاصة أمام الهيئات الرسمية ومختلف مؤسسات الدولة، إذ شددت على الجهات المختصة بعدم السماح لهذه الظاهرة بالانتشار مرة أخرى، من خلال المتابعة الدائمة لهذا الموضوع والحرص على التكفل بالفئات المذكورة في المراكز المختصة. وتندرج هذه الخطوة ضمن الحملات التي باشرتها قبل أيام الحكومة الجديدة مباشرة بعد تنصيبها، وتتمثل في القضاء على الأسواق الفوضوية، إلى جانب العمليات الواسعة لتنظيف وتزيين الشوارع والأحياء، وحملة أخرى ينتظر إطلاقها للقضاء على الحظائر الفوضوية للسيارات، كانت ”الفجر” قد تطرقت إليها في عدد سابق.