تعنت الجيش المالي في شروطه إزاء طريقة تدخل دول الاكواس، ورفض السماح للقوات الإفريقية بمحاربة الجماعات المسلحة النشطة في إقليم الأزواد تحت راية ليست لها، مشددا على قيادة العملية العسكرية التي تكاد تتنازل عنها لصالح خيار ترويض الأزواديين وإدخالهم الصف وتجنب الحرب التي ينتظر أن تجتث الجهاديين عن بكرة أبيهم. فضل، بقايا الجيش المالي الذي فشل في السيطرة على كامل أراضيه بعد تفجّر الأزمة، خيار مفاوضة جماعة أنصار الدين التي يتزعمها ”إياد اغ غالي” بعد رفضه محاورة حركة تحرير الأزواد التي لم تكن تسيطر على الأرض، ليجبر بعدها على محاولة إذابة الجليد بينه وبين الحركة التي أضحى يتزعمها ”انتالا اغ طاهر” الذي يحظى بقبول من جميع سكان الشمال المالي وإن لم نقل الرضوخ له، باعتباره زعيما على قبيلة ”ايفوغاس” الأقوى على الإطلاق والتي يحسب لها ألف حساب، واضطر إلى إعادة التفكير في إيجاد حل للأزمة المالية بالتشاور مع غريمه الطوارق الذين أعلنوا الحرب وكسبوها، ليكتشفوا بعدها أنهم وقعوا ضحية خدعة وأنهم تحت رحمة الجهاديين الذين استغلوا الأوضاع وأوجدوا لأنفسهم المكان الذي يمكنهم من ممارسة منهجهم وتحقيق هدفهم في الثروة باسم الدين. وتردد، الجيش المالي، كثيرا في مسألة القبول بالجيش الإفريقي رغم استنجاده به عند اشتداد الأزمة وتسجيل معارك دامية بعيدا عن شيء اسمه الدولة المالية، لكنه أقحم جماعة أنصار الدين في معادلة الحرب، وقبل بمفاوضتها على أمل وضع حد للهيمنة الإرهابية لجماعات لا تمت بأي صلة بالأراضي المالية، كما تمادى في سياسته الجديدة وطريقة تعامله مع سكان الشمال إلى فتح نقاش مع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي لم تكن إلى وقت قريب تمثل وزنا بعد فرار قيادييها الذين توقعوا انهيارها أمام أتباع الأعور، ورفاقه وكذا الشريف ولد الطاهر الذين أحكموا قبضتهم على المنطقة، لتستعيد الحركة وجودها وتفرض نفسها كطرف ينبغي استشارته في مصير الشمال المالي، بعد ضمان مساندة أزيد من 350 قبيلة، حيث أوضحت بعض المصادر، إلى أن العديد من الأسماء الثقيلة في الحركة ستشارك في الحكومة المالية المنتظر تأسيسها. وأصّر، الجيش المالي، على موقفه في ضرورة قيادة الجيش المالي، حيث وبالرغم من أن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عرضت على حكومة بوماكو إرسال 3000 جندي تقريبا إلى مالي، إلا أنها تصر على قيام جيشها بقيادة عملية ضد الإسلاميين في الشمال بنفسه، رغم أنه ليس مجهزاً بما هو ضروري لمثل هذه العملية، كما أن الجماعات المسلحة لن تقف مكتوفة اليدين وهي تتعرض لما تعتبره احتلالا، وباءت بذلك جميع محاولات الدول الإفريقية في الدخول مدعمة بعدد من الدول الأوروبية بالفشل وتلاشت مساعي ”الايكواس” في إقناع المجتمع الدولي بمده بالطائرات الحربية في ظل الجدار المالي المذبذب بين الخيارين.