جدد أمراء الصحراء استعدادهم للتفاوض مع السلطات الفرنسية بشأن رهائنها الأربعة المختطفين في النيجر، في وقت لوحت فيه فرنسا بدورها عن بوادر انفراج في القضية التي استغرقت حوالي عامين دون الخوض في التهديدات التي تلقتها بشأن الغرق في مستنقع الأزواد بسبب الإفصاح عن رغبتها في اجتياح شمال مالي. قال التنظيم الجهادي المسلح في بيان نشر على شبكة الأنترنت موجه لأسر الرهائن الأربعة، إنه ”لم يسبق أن أغلق في يوم من الأيام باب الوساطة أو التفاوض” نافيا ما تردد من أن ”أبا زيد أعاق المساعي الرامية إلى تحرير الرهائن، بل الصحيح أن الحكومة الفرنسية هي من أغلقت باب التفاوض وجازفت ولا زالت تجازف بحياة أبنائكم”. وأضاف ”نحن بالعكس كنا ولا زلنا دائما نرحب ونسعى لفتح قناة تفاوض جدية لإيجاد مخرج عادل ومقبول للإفراج عنهم”، قبل أن يضيف ”وزيادة للتأكيد فإننا نعلن هنا في هذا البيان أننا مستعدون للتفاوض وننتظر حاليا من حكومتكم أن تخطو الخطوة الأولى الصحيحة بأن تتواصل معنا كي تفي بوعودها وتطميناتها الأخيرة لكم”. واعتبر التنظيم الناشط في منطقة الصحراء الكبرى أن لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعائلات المختطفين ”يمثل منعرجاً مهما في مسار هذا الملف”. وفي بيانه حرض على ”تدويل الملف إعلامياً” مشيراً إلى أن لذلك ”أهمية قصوى” وأن ”إخراج قضيتكم للإعلام وتحرككم وتنشيطكم للملف بشكل علني وبصوت مسموع هو الضمانة الحقيقية لإنقاذ الرهائن.. فالصمت والصمت وحده هو الخطر الأكبر الذي يتهدد أبناءكم”. من جهتها أكدت وزارة الخارجية الفرنسية ”عزمها” على تحرير الرهائن المختطفين في منطقة الساحل، ولكنها امتنعت عن التعليق على تهديد تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بقتلهم إذا ما تدخلت باريس في مالي. وسئل المتحدث باسم وزارة الخارجية، فيليب لاليو، في ندوة صحافية عن الاتهام الذي وجهه تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” إلى فرنسا بأنها تريد ”اجتياح” شمال مالي الذي تسيطر عليه مجموعات إسلامية مسلحة، فأجاب ”لن ندلي بتعليقات”، وهذا بالرغم مما حملته الفقرة من تهديد، حيث اعتبر تنظيم ”القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” أن تدخل فرنسا في شمال مالي ”خطوة مجنونة ستتسبب ليس فقط في مقتل الرهائن بل في غرق فرنسا بأكملها في مستنقع حقيقي بأزواد مما سيجلب لها ولشعبها المزيد من المآسي والمصائب”. وفي سياق متصل قال التنظيم إنه بذل ”جهودا كبيرة للحفاظ على صحة وحياة المختطفين لحد الآن، برغم ندرة الأدوية وقلة الإمكانات الطبية نظراً للظروف الصعبة التي تفرضها علينا أجواء الحرب والأحوال المتقلبة المستمرة”.