تعاني مؤسسات تربوية عديدة بقسنطينة من حالة اكتظاظ غير مسبوقة، حيث هناك أقسام خاصة في الطورين الابتدائي والثانوي يدرس فيها أزيد من 40 متمدرسا، وهو أمر غير معقول في نظر العديد من الأساتذة والتربويين. أبانت زيارة قادتنا صباح أمس إلى مدرسة غمراني قدور المتواجدة ببلدية حامة بوزيان، عن معاناة حقيقية، وتمدرس ناقص، حيث تم تحويل المطعم غير المجهز أصلا إلى قسم نظرا للاكتظاظ الكبير بهذه المدرسة الواقعة في حي غمريان، ثاني أكبر تجمع سكاني في البلدية، والتي لا تتوفر سوى على ستة أقسام. كما تم تقسم تلاميذ السنة الأولى إلى صفين يدرسان بالتناوب، ولا حديث عن غياب الأساتذة، حيث أطلعنا أولياء تلاميذ أن الدارسين في السنة الثالثة ابتدائي لم يدخلوا بعد الأقسام بسبب عدم وجود مدرس في الوقت الذي يحتج عشرات الأساتذة يوميا أمام مديرية التربية للمطالبة بمناصب شغل، مؤكدين أن المدير الجديد غالبا ما يكون غائبا، وهو ما جعل المعلمين يغيبون حسب أهوائهم استنادا لتصريحات أولياء تلاميذ، مبرزين أنهم سيشكلون جمعية لأولياء تلاميذ المدرسة للتحرك في نطاق القانون لخدمة أبنائهم والابتدائية، مؤكدين أن تلاميذ المدرسة ينتقلون إلى المتوسط بالمستوى ضعيف جدا وغالبا ما يطردون. الوضع مشابه في المدينة الجدية علي منجلي، حيث لم يتمكن القائمون على شؤون التربية في الولاية ورغم خرجاتهم الإعلامية وتصريحاتهم التي فيها الكثير من المغالطات من تجاوز ظاهرة الاكتظاظ، خاصة في الثانويات والمدارس الإبتدائية، حيث أن أغلب المؤسسات وجدت نفسها عاجزة عن تلبية الطلب بعد عمليات الترحيل المتتالية لأزيد من 10 آلاف ساكن خلال الشهرين الأخيرين فقط معظمهم كانوا يقيمون في حي فج الريح القصديري. وأفاد، أمس، المكلف بالإعلام على مستوى مديرية التربية لولاية قسنطينة، أنه ليس من حق مدير مدرسة غمراني قدور بحامة بوزيان تحويل المطعم إلى قسم للتدريس دون تقديم طلب للمديرية للنظر في المشكل المطروح. كما أنه لم يتقدم بأي طلب أو توضيح يخص غياب المعلمين، مشيرا إلى أنه تم توظيف 3 معلمين في العربية و3 آخرين للفرنسية في مدرسة غمراني قدور، وفي حال عدم التحاقهم كان من اللازم تقدم المدير من المديرية بغرض توظيف معلمين آخرين، وهو ما يعني فتح تحقيق بخصوص وضعية المدرسة. وبخصوص قضية الاكتظاظ أوضح المكلف بالإعلام أن المشكل قائم فعلا في المدينةالجديدة نتيجة كثيرة المرحلين مؤخرا إلى سكنات في علي منجلي.