قادت قوات الجيش المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب، صباح أمس، عملية عسكرية واسعة بمدخل البويرة غربا لتقفي آثار عشرات الإرهابيين الذين فروا من تيزي وزو، بعد أن سلم رفيقهم أبو دجانة نفسه وكشف عن مجمل المخابئ التي يأوون إليها ومختلف المخططات التي يدبرونها. أفادت مصادر ”الفجر” أن الأجهزة الأمنية أعلنت حالة استنفار قصوى بالمنطقة الحدودية بين الأخضرية بالبويرة وعمال ببومرداس، بعد تلقيها معلومات تفيد بفرار عشرات الإرهابيين إلى المنطقة هربا من التضييق الأمني الذي باشرته قوات الجيش قبل يومين، بعد تسليم الإرهابي أبو دجانة نفسه، وتوجهوا إلى مدخل البويرة للتمركز فيها في محاولة لتجنب تبعات الاعتراف عليهم وعلى مختلف المخططات التي يرمون إلى تنفيذها، حيث سلم أمير كتيبة ”الفرقان”، حداد فضيل، المدعو ”أبو دجانة” (45 سنة)، نفسه إلى قوات الجيش الوطني الشعبي بمنطقة ”واضيه” بولاية تيزي وزو قبل حوالي الأسبوعين، وهو ينحدر من ولاية بومرداس، وقد التحق بصفوف الإرهابيين في بداية العشرية السوداء وكان ينشط بالمناطق الجبلية الواقعة جنوب ولاية تيزي وزو، منها ذراع الميزان، بوغني وواضية. وأضافت أن الجيش اتجه إلى المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى مجهزا بعتاد ضخم، وباشر عمليات تمشيط واسعة ينتظر أن تمتد إلى عمليات قصف في الساعات القليلة القادمة بالنظر إلى صعوبة المنطقة التي يستحيل اختراقها دون اللجوء إلى المروحيات وعتاد ثقيل يتوغل في الغابات. للإشارة تمكنت قوات الجيش قبل أسبوعين من القضاء على تسعة إرهابيين بجبال جراح، وقبلها بأشهر قضت على 11 إرهابيا في الجبل المقابل له، وتعرف المنطقة بأنها معقل الجماعات الإرهابية المسلحة منذ التسعينيات، ولطالما عمل قادة التنظيم المسلح على إبقائها في مأمن بتجنب توقيع اعتداءات بها خاصة وأنها تقع في منطقة استراتيجية كونها تتوسط كلا من بومرداس والبويرة ولا تبعد كثيرا عن تيزي وزو.