تحتضن الواحة الجميلة لمدينة جانت بإليزي، هذا الخميس إلى غاية ال24 من الشهر الجاري، فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي المعروف ب”سبيبة جانت”، الدورة تعد مناسبة هامة تستيعد تاريخ شعوب المنطقة وكذا للاحتفال بمعاهدة السلام التي عقدها الأسلاف قبل آلاف السنين. هذا الحدث، حسب الأسطورة، هو ذاك العقد ومعاهدة السلم بين آل أوران وال تاروفيت من أجل وضع حد لأطول الحروب القبلية في تاريخ قبائل آجر، حيث تعود الأحداث حسب التقديرات إلى 1230 قبل الميلاد. وفي السياق تشارك في التظاهرة التي تمتد إلى غاية يوم عاشوراء، مجموعة من الفرق الموسيقية التي يتم اختيار أحسنها من قبل شيوخ المنطقة، حيث تقام مبارزات ودية بين السكان يؤدونها بالرقص وعلى إيقاع الطبول، وتتمثل معايير الاختيار في الأزياء والحركات والأغاني والعروض الكوريغرافية المنوعة التي يقوم بها الشبان ومختلف الراقصين. وفي الإطار ذاته تعتبر هذه النشاطات والرقصات الممثلة في ”رقصة المحاربين” بمثابة شيء مقدس، حيث في كل مرة من هذه المناسبة تكشف أقنعة ”تنكابوت” التي تتوارثها الأجيال والمحفوظة بعناية فائقة، يرتدي على إثرها الراقصون زيا يسمى ب”تكامست” ونعالا تسمى ”تامبا”، إلى جانب السيوف المحمولة في يد مناديل في اليد الأخرى. أما النساء فيقمن بتأدية إيقاعات موسيقية تدعى ”غانغا” بواسطة تحت وقع الطبول يصاحبن بها المحاربين في عروضهم وينشون أغنية الختام المسماة ”تسيوان”. من جهة أخرى ينظم على هامش التظاهرة برنامج ثري أعدته محافظة المهرجان تدشنه فرقة ”تيمولاون” التقليدية في ساحة ”داغ أزاويت”، بالإضافة إلى يوم دراسي حول شعر السبيبة بالمعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني، وكذا إقامة عروض فنية منوعة ببعض مناطق جانت.