يتواصل بمتحف الفن الحديث والمعاصر بالعاصمة ،إلى غاية ال 10 من شهر فيفري المقبل، وبمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال التي انطلقت في ال5 جويلية المنصرم، المعرض الخاص بالفنان التشكيلي لزهر حكار، تحت عنوان ”عبور في الذاكرة” ويتضمن حوالي 150 لوحة تعرض للمرة الأولى من أصل 300 لوحة للفنان. المعرض الذي افتتح أبوابه السبت الفارط، يضم مجموعة هائلة من اللوحات الفنية المميزة التي تحمل عديد المواضيع أبرزها تلك التي تتحدث عن الذاكرة والتاريخ وتحكي مقاومة الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي طوال سنوات الاحتلال، كما يبرز المعرض تقنيات حديثة ورسم دقيق يعبر عن لمسة لزهر حكار في صناعة اللوحات التشكيلية ومدى قدرتها على تبليغ معاني الأشياء وتصويرها، لاسيما هذه التي جسدها خصيصا لهذا الحدث الهام المتعلق بخمسون سنة من الاستقلال. تتنوع اللوحات المعروضة بمختلف طوابق المتحف ما بين الزيتية التي تشد الانتباه والمجسدة على الورق ذات التقنيات المتعددة، حيث تعالج في مضامينها مواضيع شتى وتحمل قصصا ورايات لثلة من الشخصيات الجزائرية على غرار ”حيزية”، ”شاهد رڤان” و”أم الحراق” وغيرها من الانتاجات الفنية التي تغوص في سرد ذاكرة وهوية الفرد الجزائري وكذا تاريخه وتراثه، فعلى سبيل المثال توحي إليك لوحة ”شاهد رڤان” ما حدث في الصحراء الجزائرية الكبرى من تفجيرات نووية لا تزال آثارها إلى غاية اليوم، بالإضافة إلى سرد قصة حيزية التي تناقلتها الشعوب وتغنى بها الفنانون بخيوط الرسم الجميل ذو التقنية العصرية، ناهيك عما عالجه الرسام التشكيلي حكار بشكل إنساني يختزل إحساسه طوال مشواره الفني الذي صور بواسطته ملامح وحقائق الواقع المعاش من خلال تصوير الفقر والغنى والتنويه لظاهرة الحرڤة التي لم تعرف مخرجا لحد الساعة، وغيرها من الظواهر والعوائق التي تحول دون تحقيق أفراد المجتمع لطموحاتهم ورغباتهم، مع توظيف كبير للإيحاءات الرمزية النابعة من حسه المرهف وثقافته الواسعة.