علمت ”الفجر” من مصادر قيادية بحزب جبهة التحرير الوطني أن سيناريو جديدا يحضر لإعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب العتيد في دورة استثنائية تعقد منتصف ديسمبر المقبل، وهي الدورة التي يقدم فيها الأمين العام عبد العزيز بلخادم استقالته طواعية على أن تنتخب قيادة جديدة لتحضير الأفالان لمواعيد هامة منتظرة ابتداء من 2013. تتجه الأزمة الداخلية الذي يتخبط فيها حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة عبد العزيز بلخادم منذ 2009 إلى الانفراج بسيناريو داخلي مقرر في اجتماع للجنة المركزية مقررة مبدئيا في 15 ديسمبر المقبل، وبهذا الخصوص يشرع بلخادم في استدعاء اللجنة المركزية لدورة في هذا التاريخ، حيث من المنتظر أن يقدم هذا الأخير استقالته طواعية من رأس الأمانة العامة للحزب العتيد الذي تولاه منذ المؤتمر الجامع ل2005، كما تنتخب اللجنة المركزية قيادة جماعية لتسيير شؤون الحزب العتيد مؤقتا إلى غاية انتخاب أمين عام جديد، من المحتمل أن يكون مرشح الحزب لانتخابات الرئاسية المقررة في 2014. ويكون هذا السيناريو المقترح لإنهاء الخلافات الداخلية بحزب جبهة التحرير الوطني بالدورة المقبلة للجنة المركزية وراء تراجع حدة الحملات المطالبة برحيل بلخادم من منصب الأمين العام، وحل المكتب السياسي سواء من قبل حركة تقويم وتأصيل الحزب التي خرجت عن طاعة الأمين العام منذ نهاية أشغال المؤتمر التاسع بقيادة صالح قوجيل ثم عبد الكريم عبادة، ثم مبادرة اللجنة المركزية حيث طالب أكثر من 150 عضو في لائحة توقيعات تدعو لسحب الثقة من الأمين العام وانتخاب قيادة جديدة. ويكون بلخادم رضخ للأمر الواقع في نهاية المطاف، بضرورة تخليه عن منصب الأمين العام للحزب، بعد هزات متتالية تلقاها في الآونة الأخيرة، منها نوعية القوائم التي دخل بها الحزب العتيد إلى الانتخابات التشريعية ل10 ماي الماضي، ثم قوائم محليات 29 نوفمبر، فيما تبقى أكبر هزة تعرض لها الرجل هي تخلي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن خدماته بإبعاده من مسؤولية تنفيذية في الحكومة الجديدة الذي يقودها الرجل التكنوقراطي، عبد المالك سلال، هذا إلى جانب كشف اللواء المتقاعد، وزير الدفاع الوطني سابقا خالد نزار، شيئا مما ظل مستورا عن دور بلخادم سنوات التسيعينيات لما كان يتولى منصب رئيس المجلس الشعبي الوطني، وصعود ملفات فساد إلى السطح ورد فيها اسم بلخادم لما كان رئيسا للحكومة في فترتين متقاربتين زمنيا.