رفضت المعارضة المصرية الاعتراف بالنتائج الأولية التي أفرزتها الجولة الأولى من الاستفتاء على الدستور الجديد، والتي أكدت قبول المصريين للدستور، داعية الشعب المصري إلى الخروج في مظاهرات مليونية اليوم للتنديد بما أسمته التزوير الفاضح في الاستفتاء. تستعد المعارضة المصرية لتنظيم تظاهرات جديدة اليوم الثلاثاء ضد مشروع دستور أعدته لجنة تأسيسية يهيمن عليها الإسلاميون، ولم ينل، بحسب أرقام غير رسمية، إلا موافقة غالبية بسيطة في المرحلة الأولى من الاستفتاء السبت التي تقول المعارضة انها تضمنت ”تزييفا”. ودعت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة في بيان مساء الأحد ”أبناء شعبنا العظيم للنزول الثلاثاء إلى كل شوارع مصر للدفاع عن إرادته الحرة ومنع تزييفها وإسقاط مشروع الدستور الباطل”. ونددت بما قالت إنه ”عملية التزييف المفضوحة من خلال انتهاكات منظمة لعملية الاستفتاء في المرحلة الأولى” التي نظمت السبت في عشر محافظات. وفي نفس السياق دعا حزب المصريين الأحرار، أمس الإثنين، المواطنين ”للنزول إلى الشوارع والميادين في كل محافظات الجمهورية، للمشاركة في مليونية الثلاثاء لإعلان رفض نتائج المرحلة الأولى من الاستفتاء لما شابها من تجاوزات تبطل عملية الاستفتاء برمتها”، وتكشف ”المسار الفاضح لمحاولة تمرير الدستور الباطل، الذي ولد من البداية بطريقة غير شرعية وكتبته جمعية مطعون في مصداقيتها وشرعيتها”. وقال الحزب في بيان إن دعوة جبهة الإنقاذ الوطني للاحتشاد بالميادين، الثلاثاء، والخروج بمسيرات ضخمة باتجاه ميدان التحرير وقصر الاتحادية رد فعل طبيعي لعمليات التزوير الفاضحة لإرادة الجماهير في الاستفتاء. وأوضح البيان أن أحزاب جبهة الإنقاذ، وهي المصريون الأحرار والدستور والتيار الشعبي والوفد والمصري الديمقراطي والجبهة ومصر الحرية، بالإضافة لعدد من الحركات الثورية والنسائية والأحزاب المدنية، سيشاركون في مسيرتين حاشدتين تنطلق المسيرة الأولى من أمام مسجد النور بالعباسية باتجاه قصر الاتحادية، بينما تنطلق المسيرة الثانية من مسجد مصطفى محمود باتجاه ميدان التحرير. وللإشارة فإنه لن تعلن النتائج الرسمية للاستفتاء إلا بعد الانتهاء من المرحلة الثانية منه السبت القادم وتشمل 17 محافظة تضم نحو 25 مليون ناخب مسجل. ونددت المعارضة وائتلاف منظمات غير حكومية مصرية الأحد ب”التزوير” وتحدث بعضها عن استفتاء على طريقة مبارك بعد ”انتهاكات منظمة لعملية الاستفتاء في المرحلة الأولى فاقت عمليات التزييف المنهجي التي اتبعها النظام البائد الذي أطاحت به ثورة 25 يناير العظيمة”. وقال حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين إن التصويت في المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور الجديد أظهر تأييد 56.5 في المئة للدستور. وأقر مسؤول بالمعارضة بأن المصريين الذين صوتوا السبت أيدوا الدستور على ما يبدو. ومن المرجح أن تسفر الجولة الثانية من الاستفتاء على التصويت بنعم للدستور لأن التصويت سيكون حينئذ في مناطق ينظر إليها بشكل عام على أنها أكثر تعاطفا مع الإسلاميين، وأن هذا يعني الموافقة بالضرورة على الدستور. وقال مسؤول في غرفة العمليات التي أنشأها حزب الحرية والعدالة لمتابعة التصويت أن نتيجة الاستفتاء أظهرت موافقة 56.5 في المئة على مشروع الدستور. ولم يطعن البيان الذي أصدرته جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة بشكل صريح في الأرقام التي أعلنها حزب الحرية والعدالة، وقال بدلا من ذلك أن المخالفات في عمليات التصويت تعني ضرورة إعادة هذه الجولة.