يقضي الجزائريون في المتوسط نحو ساعتين في الازدحام المروري عبر طرقات العاصمة رغم الإجراءات الحكومية ل “فك عقدة“ اختناق حركة السير، إلا أن حياتهم تحولت إلى جحيم بدل أن تنهي المعاناة اليومية وسط طوابير السيارات. ويرى مرتادو الطرقات الرئيسية بالعاصمة أن ضيقها، خاصة عبر الطرق السريعة التي يؤشر عليها بثلاث ممرات تعمق من أزمة الاختناق المروري،ممر أول مخطط بالأصفر مخصص للإسعاف، ممر ثان بلون أبيض مخصص لجميع المركبات الفردية التي تقل أقل من ثلاثة أشخاص والثالث بلون أزرق استحدث خلال السنوات الماضية وخصص للمركبات التي تقل على الأقل ثلاثة أشخاص وهو ما يزيد من الاختناق المروري، إذ أن الطريق السريع أصبح يضم رواقا واحدا أو رواقين. وساهمت الأشغال الموجودة في مختلف الطرقات في تفاقم الظاهرة، خاصة وسط العاصمة. المترو والترامواي لم يجديا نفعا ورغم استحداث الحكومة للترامواي ليربط ضواحي العاصمة بوسطها، إلا أن مستخدمي الطرقات يشتكون تسبب ه في اختناق حركة المرور، حيث يعتبره أغلبية المواطنين بطيئا ومرتفع التكلفة لذا لم يستطع الميترو ولا الترامواي تغطية إلا قلة منهم فكروا في التخلي عن وسيلة نقلهم الخاصة بهم واستعمال هذه الوسائل الحديثة كونها تقتصر المسافة والوقت معا، غير أن هذه الوسائل الحديثة لا تشمل كل المناطق. ويعاني النقل العمومي بدوره من عدة مشاكل ورغم جميع الإجراءات المتخذة لتحسين أدائه لم ينجح. من جانب آخر، أكد السائقون ومستعملو مختلف وسائل النقل، أن الطرقات الضيقة والأشغال الجارية على مستوى شوارع العاصمة تبقى السبب الرئيسي في تشكيل النقاط السوداء، حيث أنه في أغلب الأحيان لا يجد المواطن أي إشارة تدل على وجود تلك الأشغال، إلا عند الاقتراب منها. بلديات تتصدر القائمة السوداء كما تعتبر عدة بلديات على مستوى العاصمة نقاطا سوداء بالنسبة لاختناق حركة المرور، كبلدية باب الزوار، القبة والدرارية ولم تسلم الإنفاق من اختناق حركة السير كنفق وادي شايح، بن عكنون، شوفالي،الأبيار، بني مسوس، دالي براهيم والشراڤة، فيما لم تنجح الإجراءات المتخذة في التخفيف من الظاهرة، إذ لا يزال الاكتظاظ يطبع هذه الشوارع، ولاسيما ببلدية القبة التي تعتبر إحدى النقاط السوداء المعروفة بالعاصمة خاصة على مستوى الطرق الرابطة بين العناصر وحي ڤاريدي مرورا بحي الينابيع، وكذا الطريق المؤدي من وسط القبة إلى حي بن عمر، فبمجرد الدخول إليها لا تستطيع الخروج منها إلا بعد فترة طويلة تفوق الساعة والنصف خاصة في المساء. وإلى ذلك، لم تسلم الطرقات المؤدية إلى المجمعات السكنية من الحد من الاختناق ولاسيما في الفترات المسائية أو خارج أوقات العمل، كما هو الشأن في بلديات الدرارية والدويرة غرب العاصمة، أو ببلديتي برج الكيفان وبرج البحري وباب الزوار شرق العاصمة. خاصة الطريق الرابط بين بلدية براقي والحراش، حيث أكد العديد من المواطنين أنهم يقضون قرابة ساعتين في الطريق من أجل التنقل من بلدية براقي والتوجه إلى مقر العمل بالعاصمة بسبب التدفق الكبير للمركبات على هذا الطريق.