عرضت لندن خبرتها اللوجستيكية والعسكرية على باريس في الحرب التي تعتزم إطلاقها بمالي لتسوية النزاع هناك، وجاء ذلك على لسان رئيس الوزراء ديفيد كامرون، الذي يريد تكرار السيناريو الليبي على مقربة من الحدود الجزائرية. وجاء العرض، أمس، من بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني الذي أكد أن لندن قرّرت تزويد فرنسا بمساعدة عسكرية لوجستية، خلال تدخلها في مالي، مؤكدا أنها لن ترسل أي عنصر من قواتها للمشاركة في الحرب الدائرة هناك. وقال البيان، إن كاميرون ”قرر أن توفر بلاده مساعدة عسكرية ولوجستية للإسراع في نقل القوات الأجنبية والتجهيزات إلى مالي، ولن ننشر أي فرد من قواتنا في ميدان القتال”، وهو مسعى اتخذته بريطانيا بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في أرواح جنودها في الحرب بليبيا وقبلها في أفغانستان، وقد تلقى البرلمان البريطاني العديد من الانتقادات المتصلة بهذا الملف، وأرسل بعض النواب توصية تحمل المسؤولية لوزارة الدفاع البريطانية. وأشار مكتب رئيس الوزراء في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن طائرتين بريطانيتين من طراز ”سى-17” سيتم إتاحتهما على وجه السرعة وسترسلان في غضون 48 ساعة إلى مالي. ومن جانبها تدرس وزارة الدفاع الأمريكية ”بنتاغون”، حاليا عددا من الخيارات بشأن تدعيم المسعى الفرنسي من بينها تعزيز مسألة تبادل المعلومات الاستخباراتية واللوجيستية. ويذكر أن بريطانيا انتدبت ضباطا قبل هذه الفترة إلى منطقة الساحل لفهم الوضع، ومعرفة تركيبته بعد التغيرات الأخيرة، وكانت لهم لقاءات مع عدة مسؤولين في الجزائر، حيث ثمنوا حينها مواقف الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب وعدم خضوعها لمطلب دفع الفدية، وهو الموقف الذي حيّته بريطانيا في المنابر الدولية. تجدر الإشارة، إلى أن المعارك كانت قد تجددت الخميس الماضي بين الجيش النظامي والجماعات المسلحة التي تقدمت نحو وسط البلاد. وقد نفّذت القوات المالية المدعومة بقوات فرنسية هجمات مضادة، حيث أعلنت أنها استعادت السيطرة على بلدة استراتيجية، مما خلّف مصرع 11 جنديا وجرح حوالي 60 آخرين حسب حصيلة أعلنها، أمس، الرئيس المالي بالوكالة ديوكوندا تراوري، في تصريح نقله التلفزيون الحكومي.