كشفت مديرية الطاقة والمناجم بباتنة أن الإجراءات التي اتخذتها لمواجهة التذبذب في التزود بالمواد الطاقوية كفيلة بتدارك النقائص المسجلة خلال السنة الماضية في هذا الشأن، والتي كانت محل العديد من الاحتجاجات من قبل المواطنين المتضررين. أكدت المديرية أن هناك مراكز جديدة لتوزيع قارورات غاز البوتان بالمناطق الجبلية بالولاية، والتي تعد الأكثر تضررا من قساوة المناخ وانعدام التدفئة لعدم التوصيل بشبكة الغاز الطبيعي، مع ما تعرف به بعض البلديات الجبلية بباتنة من برودة قياسية شتاء مثل بلدية إيشمول وتكوت وآريس، التي ستستفيد من مركز لتوزيع قارورات البوتان يغطي احتياجات المواطنين. وفي سياق موصول من المنتظر أن تستلم ولاية باتنة 200 خزان لمادة البروبان من أصل 500 خزان على المستوى الوطني، وستقوم المصالح المعتنية توجيه طاقة البروبان إلى المؤسسات التي اعتادت استهلاك غاز البوتان بشكل كبير خلال السنوات الماضية، ما يولد ندرة في هذه المادة تسبب ضررا للمواطنين. تجدر الإشارة إلى أن مختصين في مجال الطاقة اقترحوا استعمال مادة “البروبان” كبديل عن الغاز الطبيعي في المناطق الجبلية ذات التضاريس الوعرة بالولاية، أين لاتزال مئات العائلات تعتمد على الاحتطاب في التدفئة والطهي لعدم تسجيل أي مشروع لربطها بالغاز الطبيعي نظرا لصعوبة المسالك وشبه استحالة مد الشبكة لموانع تقنية، ما يجبر المتضررين على مجابهة الشتاء القارس بوسائل بسيطة وغير آمنة، وجاء اقتراح دراسة مشروع استبدال الغاز الطبيعي بالبروبان بعد نجاح التجربة في كل من ولايتي بشار والقالة، مع العلم أن هذه المادة أقل تكلفة من الغاز ويمكن التزود بها عبر نفس شبكة الغاز إن وجدت. وتصنف الجزائر في المرتبة الثانية عالميا بعد المملكة السعودية في تصدير البروبان، و في انتظار تجسيد الشروع على أرض الواقع يعيش مئات المواطنين بباتنة على أمل تخليصهم من قطع مسافات طويلة للظفر بقارورة غاز البوتان، حيث أن المزودين بهذه المادة يتحاشون التوجه إلى بعض البلديات والمناطق الجبلية بتكوت، آريس، وإشمول وثنية العابد، نظرا لصعوبة المسالك واهتراء الطرقات، ما يحتم على سكان هذه المناطق التنقل إلى مقر البلدية لاقتنائها. ويذكر أن قارورات البوتان كثيرا ما تسببت في حوادث مؤلمة جراء تسجيل حالات انفجار كثيرة في كل شتاء، غالبا ما يكون ضحاياها أطفال صغار قد يفقدون حياتهم أو يصابون بتشوهات جسدية تلازمهم مدى الحياة. وتبقى أغلب القارورات المتداولة تفتقر لشروط الأمان مثل الواقي البلاستيكي والعازل الحديدي، ما يجعلها خطرا محدقا بمستعمليها، إضافة إلى تغير في لونها المعتاد وشكلها بسبب الصدأ ونقلها جرا على الأرض من قبل الأطفال.