علمت ”الفجر”، من مصادر قيادية بحركة مجتمع السلم، أن وزير التجارة مصطفى بن بادة سيكون أقوى المرشحين لقيادة حمس لمرحلة ما بعد بوجرة سلطاني، وقد وقع الاختيار في الكواليس على الوزير بن بادة لهذه المهمة، حسب نفس المصادر، لما يحظى به الرجل من إجماع وكفاءة، إضافة إلى حياده في مختلف العواصف التي هزت بيت الراحل محفوظ نحناح. ومن المنتظر أن يعلن مصطفى بن بادة إعلانه عن الترشح الرسمي لرئاسة حركة مجتمع السلم في المؤتمر الخامس المقرر ماي المقبل، وهو السباق الذي لا يكون فيه الرئيس الحالي لحمس أبو جرة سلطاني منافسا بحسب التصريحات والرسالة التي بعث بها لأعضاء مجلس الشورى في دورته الأخيرة قبل أسابيع. وطرح اسم الوزير بن بادة في الأوساط القيادية ورفقاء مؤسس الحركة الشيخ نحناح لما يمثله الرجل من إجماع داخلي، حيث لم يعرف عنه أنه مال لكفة على حساب أخرى في العواصف التي هزت بيت مجتمع السلم، حيث كان من الرافضين لمعارضة الخط الحالي للحركة من خارج مؤسسات الحركة، وهو الموقف الذي أبرزه بن بادة بعد الانشقاق الذي حصل بعد المؤتمر الرابع وخروج تيار عبد المجيد مناصرة. كما رفض أيضا الخروج من الحركة كزميله عمر غول إثر القرارات الأخيرة التي اتخذها سلطاني، عبر مغادرة حمس للتحالف الرئاسي الذي يجمعه بالتجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني، ثم مغادرة الحكومة، بل ظل يبدي آراءه داخل مؤسسات الحركة خاصة بعد تجديد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الثقة فيه كوزير في حكومة عبد المالك سلال، كما أدى بن بادة دورا كبيرا في جهود الصلح الذي باشرتها الحركة مع كل الخلافات الداخلية التي مرت بها. وجاء اختيار بن بادة أيضا رغبة من قيادة حمس في الحفاظ على تماسك الحركة ووحدتها، بتشبيب القيادة، لاسيما وأن بن بادة من جيل الشباب الذين تولوا مناصب قيادية سواء بداخل الحركة التي شغل باسمها النيابة بالمجلس الشعبي الوطني لثلاث عهدات كاملة، قبل أن يستدعيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2003 كوزير للصناعات التقليدية ثم وزيرا للتجارة، قبل أن يجدد فيه الثقة في نفس المنصب مع حكومة سلال الجديدة في سبتمبر الماضي.