يواصل متظاهرو الأنبار اعتصامهم الذي بدأوه منذ أكثر من شهر، مصممين على التمسك بمطالبهم، فيما أسفر انفجار بمناطق شيعية عن مقتل أزيد 26 شخصا. وأطلقت لجنة تنظيم الاعتصامات في محافظة الاأبار على مظاهرات أمس الجمعة تسمية ”لا للحاكم المستبد”. وصرح الشيخ محمد فياض، أحد أعضاء اللجنة، بأن اعتصامات الأنبار المستمرة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر أظهرت صلابة وقوة المعتصمين في الاستمرار والمطالبة بحقوقهم المشروعة. وتتهم عدة أطراف عراقية الحكومة بالاستمرار في الاستبداد في قراراتها وعدم التزامها بالوعود التي قطعتها على نفسها أمام الشعب بتوفير الخدمات وتحسين الكهرباء وإيجاد فرص للعاطلين عن العمل، فضلا عن عدم الشروع في تنفيذ مطالب المعتصمين. وحذر النائب عن ”القائمة العراقية” إبراهيم المطلك من محاولات تقسيم العراق، داعيا جميع العراقيين لإظهار المزيد من اللحمة الوطنية لإفشال هذه المحاولات. ويشهد العراق منذ الحادي والعشرين من ديسمبر الماضي تظاهرات على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية، رافع العيساوي، انطلقت من محافظة الأنبار لتمتد إلى محافظات صلاح الدين ونينوي وكركوك، تنديدا باعتقال حماية العيساوي وسياسة حكومة نوري المالكي، والمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات وإلغاء قوانين المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتطبيق قانون العفو العام. من جهة أخرى، قالت مصادر في الشرطة ومستشفيات أن 26 شخصا على الأقل قتلوا يوم الجمعة في سلسلة من التفجيرات بسيارات ملغومة في أسواق بمناطق غالبية سكانها من الشيعة في العراق. وفي حي الكاظمية الشيعي بالعاصمة بغداد قتل 13 شخصا عندما انفجرت سيارة ملغومة داخل سوق للطيور، وبعد نحو دقيقة وقع انفجار ثان على بعد 100 متر فقط. وقتل 13 آخرون في انفجار سيارتين ملغومتين في سوق للخضروات في مدينة الحلة الشيعية على بعد 100 كيلومتر جنوبي بغداد. والهجمات هي الأحدث في سلسلة من أعمال العنف التي تتزامن مع تزايد التوترات بين السنة والشيعة والأكراد في العراق. وانحسرت وتيرة العنف عن ذروة الصراع الطائفي الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف في 2006 و2007 إلا أن المسلحين ما زالوا ينفذون هجوما كبيرا واحدا على الأقل شهريا منذ انسحاب القوات الأمريكية في ديسمبر.