ينتظر طاقم عمل أوبيرات “مصطفى بن بولعيد” لمخرجها المسرحي عز الدين بن عمر، أن تجوب هذه الأوبيرات مختلف المسارح الجهوية للوطن، وذلك بعد العرض الأولي لها الذي تم بالمسرح الجهوي بباتنة، ونالت إعجاب الجمهور، خاصة أنها تأتي بمناسبة مرور 57 سنة عن استشهاد البطل مصطفى بن بولعيد.ويروي هذا العمل الذي ألّفه الكاتب صالح مباركية، وأنتجه بالتعاون مع جمعية الإبداع الفني وتوزيعه، محطات مهمة مرت بها ثورة التحرير الكبرى ومعاناة الشعب الجزائري في ظل جور ووحشية الاستعمار.. عبارة عن لوحة تجسد تناغما متناسقا بين المقاطع الغنائية واللوحات الكوريغارفية والعروض ومشاهد أخرى. كما تعرف في بين الفينة والأخرى حوارات وأحاديث لتوضيح وتحليل الصور الجميلة واللوحات التي يصنعها الممثلون فوق الخشبة، لتروي في النهاية جزءا من تاريخ الجزائر المجيد انطلاقا من التعريف بمنطقة الاوراس الأشم، وكذا تصوير المحنة والمعاناة التي عانتها هذه المنطقة جراء الفقر و المجاعة. كما حاول الكوريغرافيون إبراز صور تجنيد الجزائريين لصالح الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وهو ما تبعه من نكران العهد، حيث ارتكبت فرنسا واحدة من أبشع جرائمها المتمثلة في مجازر 8 ماي 45، وبعدها تأتي لوحات أخرى تحكي تفاصيل التخطيط للثورة وكيفية اندلاعها، ثم القبض على الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد في تونس في مشهد يصف تواجده بالسجن ثم هروبه، وأخيرا لحظات استشهاده. وتعتمد الأوبيرات التي صممت لوحاتها الكوريغارفية توفيق بخوش، ويؤديها نخبة من الممثلين المسرحيين لمسرح باتنة، يتوزعون على فضاء الخشبة متقمصين أدوارا مختلفة، على غرار علي سعدي الذي يتقمص شخصية “بن بولعيد”، عزالدين بن عمر في دور “الراوي “، بينما يجسد الممثل حميد مزروق شخصية القائد الفرنسي، إلى جانب تأدية شخصية عياش المحركة للأحداث إلى حميد مرزوق، بشكل كبير على السينوغرافيا وكذا استعمال مكثف للمؤثرات الصوتية والبصرية معا من أجل إعطاء العمل وقعا مؤثرا.