باشرت، أمس الأربعاء، السلطات المحلية بثاني مرحلة ترحيل كبرى بقسنطينة، وذلك في نطاق القضاء على الأحياء القصديرية، وكانت البداية بترحيل 275 عائلة تسكن حي سركينة، على أن تستمر طيلة أسبوع دون انقطاع لتشمل أزيد من ألفي عائلة تقطن ثمانية أحياء قصديرية. ولم تشهد، أمس، عملية ترحيل سكان الحي القصديري بسركينة إلى الوحدة الجوارية رم 1 بالمدينةالجديدة علي منجلي أي أعمال شغب، وجرت وسط أجواء سادها الهدوء. وعملت مصالح بلدية قسنطينة على تسهيل ترحيل العائلات المعنية بوضع شاحنات تحت تصرفهم لنقل مستلزماتهم، وعبّر عدد من المستفيدين عن سعادتهم بمبارحة حياة ”البؤس والشقاء”، على حد تعبيرهم، وولوج سكنات جديدة كانت بالنسبة إليهم بمثابة الحلم. وستتبع هذه العملية في اليوم الموالي بحوالي 100 أخرى، ثم أكثر من 1800 عائلة معنية هي الأخرى أغلبها يقيم بحي شعباني القصديري المحاذي لحي الدقسي، وحي عباس (وادي الحد) وجاب الله 1و2 و”لوناما” بطريق الخروب غير بعيد عن حي القماص، وهي كلها أحياء تابعة لبلدية قسنطينة. وأفاد مسؤول بمكتب الدراسات ”سو” بقسنطينة، أن موظفي المكتب يشهدون حالة ضغط منذ الإعلان عن الشروع في عمليات الترحيل، وأن عدة أشخاص يريدون التلاعب للظفر بسكن في هذا الإطار، كما أنه يوجد مواطنون أقاموا أكواخا جديدة حديثا ببعض الأحياء المعنية، كما علمنا أنه تم الاعتماد على إحصاءات السنوات الماضية تجنبا لأي تلاعبات وبمشاركة ممثلي الأحياء. وتطرح عمليات الترحيل صوب المدينةالجديدة اليوم عدة تساؤلات بالنظر للعدد الهائل الذي يرحل، حيث صارت هذه المدينة تجمع أزيد من 200 ألف نسمة وسيصل إلى نصف مليون في آفاق 2015، حسب ما أكده مسؤولو الولاية للوزير الأول خلال زيارته الأخيرة لقسنطينة، خاصة مع قلة المرافق المرافقة وتنامي الجريمة بشكل خطير في هذه المدينة.