سررت كثيرا لأن وردة الجزائرية اختارت قبل وفاتها مخرجا جزائريا شابا، من أجل كليبها الأخير”أيام”.. وهو مؤنس خمار الذي نحمله أحلامنا في سينما جزائرية جديدة تواكب الذي يحدث من حولنا ولا تجعلنا غارقين في تخلف الصورة النمطية المرافقة لكل أعمالنا. مؤنس عندما بدا العمل على الكليب لم يعرف أنه كليبها الأخير، ولكن كان هناك إحساس ما يفسر كل هذه الخيارات، لماذا كلمات هذه الأغنية؟؟ لماذا شاعرية اللحن المفرطة؟؟ ولماذا المخرج الجزائري.؟؟ الذين يكونون على وشك مغادرتنا يعرفون جيدا ما يفعلون، يقومون بكل شيء على مقاس ما ولا يخطئون أحاسيسهم، لهذا جاء الكليب الذي أبدع فيه مؤنس وفريق عمله لوحة سينمائية كاملة الوضوح، تجعلنا نسافر بالكلمات إلى حكايات عديدة متقاطعة، جاءت بنفس عايدة كشود وحسان كشاش وأحمد بن عيسى.. الأمر الذي جعل من الكليب تحفة فنية لا تهبط إلى مستوى الكليبات التجارية. صحيح نحن لا نملك في الجزائر تقاليد الفيديو كليب، ولكن كليب كالذي قدمه لنا مؤنس من حين لأخر يشد الأنفاس، ويجعل العيون مشدودة أيضا إلى انتاجات جديدة لسينما الجيل الجديد. والحقيقة أنه لا يوجد شيء أكثر لوبية وانغلاقا كالسينما في الجزائر والدليل أن السينمائين وأصحاب القرار لم يقوموا يوما ما ببعث معهد للسينما ولا فكروا في التكوين، لاسيما بعد أن استولوا في فترة معينة على جميع المنح وتركوا الساحة فارغة إلا منهم..لكن هناك أحلام قادمة وعشق للصورة أكبر من كل هذا الحصار ولعل مؤنس خمار أكبر دليل.