يحضر، خلال الفترة الحالية، المخرج السينمائي أحمد راشدي، لإنجاز فيلم روائي طويل عن الشهيد العقيد لطفي، وينتظر نتيجة النقاش الذي يجريه رفقة طاقم العمل حاليا مع وزارة المجاهدين الجهة المنتجة للعمل بعد موافقتها على السيناريو. وكان راشدي قد انتهى من تصوير فيلم “كريم بلقاسم” الذي دخل مرحلة المونتاج، على أمل تقديم عرضه الشرفي الأول بعد شهرين من الآن بقاعات السينما الجزائرية. كشف المخرج السينمائي أحمد راشدي في تصريح ل”الفجر”، أنّه ينتظر موافقة نهائية من قبل وزارة المجاهدين الممولة والمنتجة لمشروع الفيلم الثوري الذي يحكي حياة ونضال الشهيد العقيد لطفي، بعد موافقة لجنة القراءة بشكل نهائي على السيناريو الذي كتبه السيناريست صادق بخوش، منوها في السياق أنّ المفاوضات لاتزال جارية مع الوزارة بهذا الخصوص والمتعلق بالإنتاج، حيث لم يتم الاتفاق لحد الساعة، من أجل إعطائه الضوء الأخضر للانطلاق في عملية التصوير التي تستغرق على حد تعبيره مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، لتليها مرحلة المونتاج التي تدوم فترة طويلة كذلك. وعن أماكن التصوير أكدّ صاحب فيلم بن بولعيد، أنّ العمل سيتم تصويره في المناطق التي عاش فيها وناضل فيها العقيد لطفي، على غرار بشار، تلمسان وسبدو، الأغواط وأفلو ومختلف الأماكن المجاورة لهما. ولم يكشف راشدي في الإطار عن هوية الممثلين الذين يشاركون في رسم قصة العمل وكذا عن إسم الممثل الرئيسي الذي يؤدي دور شخصية العقيد لطفي، مؤكدا أنّ الفيلم يحكي من جانب مهم منه شخصية تعدّ من وراد الثورة الجزائرية، حيث يبرز عبره شاب مثقف في العشرينيات من العمر يسجّل التحاقه بثورة التحرير ويبرهن بقدرات كبيرة على قوتّه في مكافحة الاستعمار الفرنسي، لاسيما تمكنه في ظرف سنتين أو ثلاث فقط، من الوصول إلى رتبة “عقيد”، حيث عيّن قائدا للولاية الخامسة، وهي فترة عرفت تكالبا فرنسيا شرسًا بعد مجيء ديغول وبناء خطي شال وموريس على الحدود الغربية والشرقية، ما دفع العقيد لطفي إلى بذل جهدا عسكريا وتنظيميا كان له أثره في الحدّ من المجهود الحربي الفرنسي. ليسقط شهيدا في معركة غير متكافئة مع قوات الاستعمار 27 مارس 1960 بجبل غرب بشار. ويقول عنه راشدي “يظهر العمل جزء من مقاومة لطفي التي تختلف عن كفاح ونضال مصطفى بن بولعيد وكريم بلقاسم، إضافة إلى إظهاره مشاركة الشعب في دعم الحرب التحريرية. من جهة أخرى أعاب راشدي عدم تدخل وزارة الثقافة في تمويل العملين قائلا:”وزارة الثقافة لم تدعمنا لا هي ولا التلفزيون الجزائري ولم يساهما في إنجاز العملين سواء فيلم لطفي أو كريم بلقاسم الذي يدخل قاعات السينما بعد شهرين كأقصى تقدير”.