أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، العربي ولد خليفة، أن الإصلاحات لم تكن بإملاء خارجي، موضحا أن الجزائر تحترم سيادة الشعوب ولا تتدخل في شؤون الدولسواء كان ”التحول في الشتاء أو الربيع”، فيما أثنى رئيس البرلمان المالطي، على التجربة الجزائرية في الإصلاحات ”لأنها جنبتها فوضى كانت في غنى عنها”. وأضاف، أمس، العربي ولد خليفة، في كلمته خلال فعاليات الملتقى الدولي حول ”الإصلاحات السياسية في الجزائر: المسار والأهداف” بالنادي الوطني للجيش، بالعاصمة، أن الإصلاحات السياسية في الجزائر تسير في خط متصاعد بطلب من الشعب، وليس بطلب من الخارج، مشيرا إلى أن هذا المنحى سمح لبعض الأطراف أن تنحرف بتلك التجربة إلى تهديد المسار الديمقراطي وفرض اتجاه واحد بالقوة ورفض كل من يخالف ذلك الرأي. وأوضح ولد خليفة، أمام الحضور، ومنهم رئيس غرفة النواب المالطية، أنجيلو فاروجيا، وسفراء بعض الدول، وممثلو البرلمانات العربية والمتوسطية، أن ثمرة الديمقراطية التي عرفتها الجزائر اليوم، لم تكن مسارا سهلا بل مكللا بالدماء والصعاب، مذكرا بما خلفته العشرية السوداء، بعد انحراف البعض بالمسار الديمقراطي إلى جهة الدموية والعنف، وواصل بأن ”ذلك أغرق الجزائر في عشرية من الدم والإرهاب، لم تخرج منها إلا بتضافر قوات الجيش والنخب السياسية وتشكيلات المجتمع المدني”، مبرزا أن الجزائر عاشت حقبة من العزلة الخارجية بعدما وجهت لها انتقادات في طريقة التصدي للإرهاب ومعالجة الأزمة الأمنية، واعتبر أن حادثة البرجين بالولايات المتحدةالأمريكية هي التي أيقظت ضمائر الدول حول التهديد الإرهابي، لتتحول بعدها الأنظار باتجاه الجزائر للاستفادة من تجربتنا في مكافحة الإرهاب. وذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني بمسيرة الإصلاحات التي اتخذتها الجزائر في سياق التحولات الإقليمية التي عاشتها دول الجوار، من خلال إصلاحات سياسية متعددة الأوجه، ورفع حالة الطوارئ، وقال إن التجربة الديمقراطية لا تعني اقتباس نماذج ديمقراطية جاهزة، وإنما لكل بلد خصوصياته وأساليبه وظروفه الداخلية، وتابع أن الجزائر تسعى للوصول إلى قمتها بإشراك جميع أبنائها. من جهته، كشف الضيف الشرفي للملتقى، أنجيلو فاروجيا، رئيس غرفة النواب المالطية، أن التجربة الجزائرية في الإصلاحات جديرة بالاهتمام، ”لأنها جنبتها فوضى كانت في غنى عنها”، والأشواط التي قطعتها الجزائر في مجال الإصلاحات السياسية، واعتبرها نموذجا يحتذى به، خاصة بعد التطورات التي عرفتها المنطقة بسبب ثورات الربيع العربي، وقال إن هذه الإصلاحات عرفت تطورا بعد مجيء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وعرضه لمشروع المصالحة الوطنية التي انبثقت عنها جملة من المشاريع الإصلاحية، وواصل أن التجربة الجزائرية التي خاضتها خلال العشرية السوداء، أكسبتها خبرة جعلت دول العالم تستفيد منها. وكشف المتحدث عن اقتراب موعد تدشين خطوط جوية بين البلدين، وأنه تم مناقشة ذلك بين مسؤولي الدولتين. أما ممثل الوفد المغربي، فقد ثمن الإصلاحات الجزائرية، وتمنى الشفاء العاجل لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، فيما ذكر رئيس الغرفة البرلمانية لدولة إندونيسيا، بالمدة التي استغرقها تعديل دستور بلاده، وقال إن العملية استغرقت أربع سنوات كاملة بالنظر لأهمية الوثيقة، وكونها القانون الأول للبلاد، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تستغرق الجزائر هي الأخرى، فترة لازمة لإعداد الدستور وإتمام مسار الإصلاحات السياسية التي بدأتها.