أدانت النقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست” الإقصاء الذي تعرض له أساتذة الجنوب من عملية تصحيح شهادة البكالوريا وللعام الثاني على التوالي، على غرار أساتذة ولايتي أدرار وتمنراست، متسائلة عن خلفيات هذا الإقصاء من عملية بيداغوجية تكوينية هامة، والتي لابد من تكافؤ الفرص ليستفيد منها كل أستاذ. حذرت ”السناباست” في اجتماع بالمقر المركزي ضم أعضاء المكتب الوطني ومنسقي الولايات ل36 ولاية، من ”التمييز بين الأساتذة في عملية التصحيح للبكالوريا التي من المنتظر أن تنطلق اليوم السبت”، وذلك في الوقت الذي أقصت الوزارة أساتذة الجنوب من التصحيح، والذي يبدو أنه جاء كعقاب لإدارة بابا أحمد ل200 ألف أستاذ شنوا إضراب شبه مفتوح طيلة الفصل الثالث والذي دام 7 أسابيع كاملة. ويأتي هذا الاجتماع مباشرة بعد الانتهاء من امتحان شهادة البكالوريا التي ميزتها هذا العام السابقة الخطيرة التي حدثت خاصة في امتحان مادة الفلسفة، وما أفرزته من تداعيات وأحداث دفع ثمنها بالخصوص الأساتذة المؤطرون ”في ظل تنصل الكثير من مسؤولياته”، حسب منسقي الولايات الذين أكدوا أنه قد ”تعرض الأساتذة خلالها للضرب والشتم والسب وللتعدي على ممتلكاتهم ولأمور فظيعة لا يسمح المقام بذكرها”، مؤكدين في بيان صادر عن المنسق الوطني مزيان مريان أنهم سيكشفون عن تقرير مفصل بشأن سيرورة هذا الامتحان فور اكتمال مرحلته الأخيرة المتمثلة في عملية التصحيح. ونقل مزيان أنه بعد دراسة مسائل تنظيمية، ومناقشة مختلف المطالب العالقة تم تحميل الوصاية ومصالحها المعنية، وكذا ممثلي أولياء التلاميذ المسؤولية الكاملة في ما حدث من ”انزلاق خطير وغير مسبوق في مجريات امتحان شهادة البكالوريا لهذا الموسم”، والذي تعتبره نقابتنا ”سناباست” أنه جاء ”كنتيجة حتمية ومنطقية لعدة أسباب وعوامل أبرزها التساهل مع الطلبة في كثير من المسائل، وعدم اكتراث الوصاية لظاهرة العنف في الوسط المدرسي التي لطالما حذرنا من عواقبها مرارا وسنشهد ما هو أدهى وأمر إذا استمرت الأمور على حالها، وفي هذا الصدد فإننا ندعو الوصاية إلى اتخاذ التدابير اللازمة وتعديل النصوص القانونية المتعلقة بسير الامتحانات بما يوفر الحماية الكاملة والكافية للمؤطرين، ويضع حدا لمثل هذه السلوكيات الدخيلة على منظومتنا”. وأكد المجتمعون - وفق المصدر ذاته - على مطالبة الحكومة بتجسيد ما قررته بخصوص منحة التعويض النوعي عن المنصب والتكفل ببقية مطالب موظفي الجنوب والهضاب العليا التي مازالت عالقة، والتي لا يزال التنسيق النقابي قائما بشأنها، وسيواصل احتجاجاته من أجل تحقيقها خلال الدخول الاجتماعي المقبل. وطالبت نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني الوصاية بمباشرة تنفيذها لمطالبها المرفوعة سابقا، والمدونة في محضر اجتماع مشترك معها، لا سيما منها ملف طب العمل ومن خلاله المناصب المكيفة، وكذا الساعات الإضافية وتسوية ”اختلالات آليات الإدماج التي عرفت تجاوزات كثيرة وبقية المطالب المرفوعة، والاعتراف بأخطائها السابقة المرتكبة في حق أساتذة التعليم التقني وتصويبها بدل عزمها على ارتكاب مزيد من الأخطاء مثلما تعتزم الإقدام عليه حاليا”، وذلك بردها الرسمي على الملف الذي تسلمته من ”السناباست” بخصوص هذه الفئة المحرومة، و”التي اعترف لنا السيد الوزير شخصيا في لقاء سابق بالإجحاف الذي مسها”.