حمّل المنسق الوطني لحركة التقويم والتأصيل، عبد الكريم عبادة، المنسق الحالي للأفالان، عبد الرحمان بلعياط، نتيجة الركود الذي يطبع الحزب والتأخر في عقد اللجنة المركزية لأنه لم يتقدم في تحضير الأجواء لعقد الدورة رغم مرور 6 أشهر، مبررا في حديث ل”الفجر” الأمر باستقالته من مهمته الأساسية المتمثلة في التحضير للدورة ولعب دور الأمين العام مع المكتب السياسي المنتهي الصلاحية، مستبعدا في سياق آخر أن يكون تداول اسم عمار سعيداني، والاستثمار في الكتلة البرلمانية، نوعا من فرض الوصاية على المناضلين لأن الأمناء العامين للأفالان تصنعهم معايير أخرى. ألقى عبد الكريم عبادة، اللوم على عبد الرحمان بلعياط، لأنه ضيع الكثير من الوقت دون أن يربو خطوة من الهدف المنشود، مشيرا أن وجوده في منصب المنسق، قبل به المناضلين للخروج من حالة الفراغ التي يعرفها الحزب، وليس ليتولى الدور عن الأمين العام المخلوع ويمضي في تطبيق جميع الأفكار التي كان يدافع عنها بلخادم والمكتب السياسي الذي هو منتهي الصلاحية أساسا منذ رحيل بلخادم، مشيرا إلى أن عبد الرحمان بلعياط، أخطر بضرورة الرجوع للمهمة الأساسية المسندة إليه، وأضاف أنه برر خرجاته برغبته في جعل الحزب حاضرا في المواعيد والمناسبات السياسية ليس أكثر، و”أننا كمناضلين لا نريد أشخاص يتقمصون أدوار ليست لهم، وأن يلتزموا بما يمليه عليهم القانون الأساسي والنظام الداخلي، وأن يقدروا حساسية الظرف ويجتهدوا أكثر لعقد الدورة وتوفير أجواء نجاحها”. وبلغة الواثق من النفس، قال عبد الكريم عبادة، في رده على سؤال متصل بالتحضير الذي يجري على مستوى البرلمان من طرف النائب الطاهر خاوة، ورئيس البرلمان، لرفض عمار سعيداني، كأمين عام للحزب في الدورة القادمة، ”إن الأمين العام القادم لا تصنعه الصحف ولا الترويج والإشهار لصالح مترشح دون آخر، لأن حزب جبهة التحرير الوطني له تقاليده الخاصة في صنع الأمناء العامين، كما أن استغلال الكتلة في التأثير على مجرى الدورة مرفوض، حتى وإن كان غير مؤثر كثيرا، تقديرا لتعداد النواب داخل اللجنة المركزية حيث يقدر عددهم ب30 مناضل من مجموع 350 عضو للجنة المركزية الذين لديهم الفيتو في تزكية مترشح دون آخر”. ونفى عبد الكريم عبادة أن يكون ضد ترشح عمار سعيداني، أو أي مناضل آخر للأمانة العامة للحزب، لأن القانون يعطي الأحقية للجميع، لكن يضيف، هناك شروط أدبية ومعايير لانتخاب أمين عام، فالأفالان حزب وليس جمعية خيرية، وقال إنه حتى الآن وصل عدد المترشحين إلى 12 مناضلا، لكن لجنة الترشحيات وقت انعقاد الدورة ستجري تصفيات وتختار من المتنافسين الذين تتوفر فيهم الشروط لانتخابهم بواسطة الصندوق. وقلل عبادة من شأن جميع ما تتناوله الصحف فيما يتصل بالترويج لمترشح أو آخر، مشيرا إلى أن الأطراف التي تروج لعمار سعيداني هي حرة في ذلك، لكن في الأفالان الأمور تحسم بطريق أخرى وبواسطة الصندوق وخارج توظيف الكتلة البرلمانية للحزب وتاريخ انتخاب الأمناء السابقين يثبت ذلك، ”لهذا فنحن غير منزعجين مما يدور هنا وهناك”.