أحرز المترشح في الانتخابات الرئاسية في مالي، إبراهيم بوبكر كايتا، تقدما كبيرا عن منافسيه بعد فرز ثلث الأصوات المعبر عنها في الجولة الأولى من هذه الاستحقاقات، وسط ترحيب دولي ب”السير الحسن” الذي ميز عملية الاقتراع الأولى من نوعها منذ انفجار الأزمة السياسية والعسكرية في البلاد. وأسفرت النتائج الأولية لفرز الأصوات للانتخابات الرئاسية عن تقدم المترشح إبراهيم بوبكر كايتا، عن منافسيه ”بفارق واسع من الأصوات”، حيث فاز بأكثر من 50 بالمائة من ثلث الأصوات المعبر عنها، حسب ما أعلن وزير الداخلية وإدارة الأراضي موسى سينغو كوليبالي، الذي أشار إلى أنه ”إذا حافظ بوبكر كايتا على تقدمه بالفارق الحالي فلن يكون هناك دور ثان”، فيما عادت المرتبة الثانية للمترشح عن حزب ”الإتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية” صومايلا سيسي، بينما حل في المرتبة الثالثة، درامان دامبيلي، المترشح عن التحالف من أجل الديمقراطية في مالي، أكبر حزب في البلاد، موضحا أن نسبة المشاركة بلغت 53 بالمائة من مجموع الناخبين المقدر عددهم ب6 ملايين و 829 ألف و 696 ناخب. بعثتا المراقبة الإفريقية والأوروبية: الرئاسيات جرت في ظروف شفافة أعربت البعثتان الأوروبية والإفريقية لمراقبة الانتخابات عن ارتياحهما للظروف التي جرت فيها الرئاسيات في مالي، ودعتا ”كل المترشحين إلى قبول النتائج التي ستسفر عنها عملية الفرز”، حيث أعرب رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الإفريقي، آدام كوديو، عن ارتياحه للظروف التي جرت فيها الانتخابات الرئاسية في مالي، مؤكدا أنه لم يتم تسجيل أي تجاوزات عبر كامل مكاتب الاقتراع. وقال إن الانتخابات الرئاسية في دورها الأول جرت في ظروف جد عادية وإنه لم يتم تسجيل أي تجاوزات عبر كامل مكاتب الاقتراع”. وتابع حول مجريات العملية الانتخابية في المناطق الشمالية بأنه ”كانت هناك بعض التهديدات لمحاولة منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم، غير أنه لم يتم تسجيل أي أعمال عنف في المناطق الشمالية الثلاث”، مؤكدا أن ”الانتخابات جرت في الشمال بشكل مقبول عموما”. من جهتها، أكدت بعثة مراقبة الانتخابات في مالي، التابعة للاتحاد الأوروبي، أمس، أن الحكومة المالية استطاعت تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة، مشيرة إلى أن ”المراقبين الأوروبيين لاحظوا أن عملية الاقتراع جرت في ظروف جيدة على مستوى 92 بالمائة من مجموع 688 مكتب اقتراع شملتها عملية المراقبة الأوروبية”، وأوضحت حول نسبة المشاركة أنه ”تم تسجيل نسبة مشاركة عالية فاقت تلك المسجلة في كل الاستحقاقات الرئاسية الماضية”. من جانبه، قال رئيس البعثة الأوروبية لمراقبة الانتخابات، لويس ميشال، إن ”النقائص التي عرفتها هذه الاستحقاقات لا يمكن أن تؤثر على النتائج”، ودعا المترشحين ال27 إلى قبول النتائج ”بشكل ديمقراطي”. فيما أكدت بعثة المراقبة الانتخابية التابعة لمنظمة دول غرب إفريقيا، أن الرئاسيات المالية كانت نزيهة في كل مراحلها، وأعربت عن أملها في أن ”يتمكن الماليون من استعادة الأمن والهدوء بعد أكثر من سنة ونصف السنة من الاضطراب”، داعية المترشحين إلى ”قبول النتائج أو تقديم شكاوي من خلال الأطر القانونية والإدارية المرخص بها”. ردود فعل دولية مرحبة بالسير الحسن لرئاسيات مالي هنأت الولاياتالمتحدةالأمريكية، مالي، على تنظيم الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد بهدوء، وحثت جميع الماليين على قبول نتائجها، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، باتريك فانتريل، ”نهنئ الشعب المالي لحماسته والتزامه في هذه الانتخابات”. من جهتها، أعربت فرنسا التي مارست بعد تدخلها العسكري لدحر الجماعات المسلحة في شمال مالي، ضغوطا على النظام الانتقالي في باماكو لينظم الانتخابات في جويلية الجاري، عن ترحيبها بالسير الحسن للانتخابات، وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أن ”هذه الانتخابات تكرس عودة مالي إلى النظام الدستوري بعد الانتصار الذي تحقق على الإرهابيين وتحرير الأراضي”، مضيفا أن ”المشاركة غير المسبوقة تدل على حرص الماليين على القيم الديمقراطية”.