علمت ”الفجر” من مصادر على صلة أن وزير الشؤون الخارجية المصري نبيل فهمي، يحضر لزيارة إلى الجزائر في القريب العاجل، وهي الزيارة التي قد يبحث خلالها عن استمالة موقف الجزائر. كما تهدف الزيارة المصرية الأولى للجزائر بعد سقوط نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى تقديم شروحات حول الوضع الداخلي لمصر، لاسيما وأن الجزائر باتت مفتاح العالم العربي وإفريقيا في ظل حالة اللااستقرار التي تعيشها العواصم العربية. وبحسب نفس المصادر التي أوردت الخبر، فإن وصول وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، الذي يقود دبلوماسية القاهرة ما بعد نظام الإخوان المسلمين، سيحل بالجزائر خلال ال48 ساعة المقبلة، في زيارة تحمل طابعا دبلوماسيا محضا خارج أطر التعاون الثنائي في مجايت السياسة والاقتصاد، كتلك الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري السابق للجزائر في جويلية الماضي. ويتوقع أن تكون أجندة زيارة مسؤول الدبلوماسية لمصر، التي تعرف أزمة سياسية بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة بقيادة الفريق محمد السيسي، وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، هدفها بحث استمالة موقف الجزائر لصالح السلطات الجديدة، لاسيما وأن الجزائر كانت من الدول القليلة التي اتخذت موقفا متزنا من الأزمة المصرية، وذلك بعدم دعم أي جهة على حساب أخرى، مع تفضيل ضرورة الإسراع في العودة إلى الديمقراطية. وفي نفس الأزمة أيضا، كانت الخارجية الجزائرية تحفظت على تصريحات السفير المصري بالجزائر الذي استبعد أن تعرف بلاده تطورات كالتي عرفتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، في إشارة منه إلى الحرب على الإرهاب والعنف الإسلاموي، وهي التصريحات التي عجلت باستدعائه من قبل مصالح وزير الشؤون الخارجية حيث قدم اعتذارات وتوضيحات. وتأتي زيارة وزير الشؤون الخارجية المصري للجزائر، أياما بعد أداء وزير الشؤون الخارجية التونسي وأيضا رئيس الحكومة الليبية لزيارتين مماثلة، ما يؤكد مرة أخرى ثقل الجزائر في الساحة الإفريقية والعربية والدولية، خاصة وأن الجزائر عرفت كيف تخرج بسلام من أزمتها مع الإرهاب والعنف بحلول ذاتية ونبذ كل محاولات التدخل الأجنبي.