بوتين يطالب واشنطن بتقديم أدلتها لمجلس الأمن فتحت الضربة العسكرية المرتقبة على سوريا الباب أمام العديد من التأويلات والتكهنات بشأن المواقف الغربية والعربية اتجاه الخيار الذي تبنته القيادة الأمريكية والقاضي بمعاقبة النظام السوري على استعماله السلاح الكيماوي في الحرب التي يخوضها ضد المعارضة، وانقسم الموقف الغربي بين مؤيد ورافض للخطوة الأمريكية في انتظار أن تحصد واشنطن المزيد من الدعم من حلفائها ومتبنيي الخيار العسكري، فيما حافظت روسيا على موقفها النابذ لكل أشكال التدخل العسكري في دمشق، ودعا فلادمير بوتين نظيره الأمريكي إلى التريث والكف عن إشعال فتيل الحروب التي طالما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية عرابتها والمتسبب الرئيس في اندلاعها. يواصل الحليف التاريخي لسوريا التشبث بموقفه حيال الأزمة السورية وبشكل خاص ما تعلق باستعمال السلاح المحظور في الحرب الدائرة بالمنطقة، حيث ذكر أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما بالمبادرات العسكرية الفاشلة التي قادتها واشنطن طيلة العشر سنوات الأخيرة وبمخلفات نيران الحروب التي تبنتها الإدارة الأمريكية من القتلى والخراب الشامل على غرار أفغانستان والعراق، كما دعا بوتين واشنطن لتقديم أدلتها على استعمال الكيميائي من قبل الجيش السوري إلى محققي الأممالمتحدة ومجلس الأمن مضيفا أن الحديث عن وجود أدلة واعتبارها سرية ولا يمكن تقديمها لأحد أمر يبعث على الاستغراب وفيه عدم احترام للحلفاء وللأطراف الدولية الأخرى، كما لم يستسغ فلادمير بوتين تصريحات واشنطن عن وجود صوتية ورصد مكالمات معينة بين أطراف سورية معتبرا ذلك بأنه لا يبرر اتخاذ قرارات باستعمال القوة ضد دولة ذات سيادة، مذكرا في ذات الوقت بأن الحكومة السورية طالبت المجتمع الدولي سابقاً بالتحقيق في استعمال المسلحين للمواد الكيميائية، لكن أحدا لم يحرك ساكنا، مشيرا إلى أن خيار الحرب لم يساهم يوما في حل الأزمات، معرباً عن أمله في بحث قضية استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري مع أوباما خلال قمة ”العشرين” في بطرسبورغ، كما وصف بوتين قرار البرلمان البريطاني الذي رفض مشاركة لندن في العملية العسكرية ضد سورية بالمفاجئ ، مشيرا إلى القرارات الدولية الأخيرة التي تؤخذ دون نقاشات مسبقة وحسب رغبات الشريك الرئيسي الولاياتالمتحدة، واعتبر الرئيس الروسي ما يحدث اليوم من مواقف معادية للرئيس السوري مجرد استفزاز من قبل الراغبين في جر عديد الدول إلى النزاع السوري والساعين إلى الحصول على مساندة من قبل الأطراف الدولية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة. اعتبرت موسكو العملية العسكرية ضد سوريا دون تفويض مجلس الأمن الدولي انتهاك لمبادئ القانون الدولي، وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية الذي نشرته على موقعها الرسمي عقب اللقاء الذي جمع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية والسفير الأمريكي لدى موسكو مايكل ماكفول بطلب من الأخير تأكيد الجانب الروسي على أن أي استخدام للقوة ضد سوريا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي يعد عملا عدوانيا وانتهاك سافر لمبادئ القانون الدولي. استراليا تنضم للحلف الأمريكي والأردن يرفض أن يكون قاعدة للحرب على صعيد آخر أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أمس أن المملكة لن تكون مُنطلقاً لأي عمل عسكري ضد الشقيقة سوريا، ونقلت وكالة ”عمون” الإخبارية المستقلة الخاصة، فجر أمس عن قائد قوات حرس الحدود بالإنابة العميد الركن غالب الحمايدة، أن الأردن يرفض أن يكون قاعدة عسكرية لأي قوى مهما كان شكلها لضرب دمشق، نافيا وجود أي قوات أجنبية أو عربية على الحدود الشمالية مع سوريا، وأوضح الحمايدة أن الأردن لم يعتد على أي جاره عربي ومسلم ولن يخرج خارج حدود لقتال الأشقاء ، قائلا ”لم ولن يسجل التاريخ على الأردن في الماضي ولا في الحاضر ولا المستقبل أنه أطلق رصاصة ضد دولة عربية”، مشيرا إلى أن الأزمة السورية قضية داخلية ويجب أن تحل بالطرق السلمية، موضحا أن القوات الأردنية جاهزة لأي موقف طارئ مستقبلا. وفيما تجنبت بعض الدل الخوض في الحرب المحتملة ضد سوريا لم تتردد دول أخرى في مد يد العون لواشنطن ومباركة خطوتها العسكرية المرتقبة في المنطقة، حيث أعلنت استراليا انضمامها للحرب وبرّر وزير الخارجية الأسترالية بوب كار أمس خيار بلاده بأن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية يستوجب رداً صارما، مؤكداً استعداد بلاده لدعم الولاياتالمتحدة في ضربة محدودة غير بريّة لسوريا، مشيرا إلى أن واشنطن تستحق الدعم الاسترالي. ”أسوشيتد برس” تكشف مسؤولية المعارضة في مجزرة الغوطة من جهة أخرى اعترفت المعارضة السورية في ضاحية دمشق من الغوطة ل”أسوشيتد برس” بمسؤوليتها عن حادث الأسلحة الكيميائية الذي وقع في ال 21 أوت والتي اتهمت فيها القوى الغربية قوات الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف ورائها، وأشارت الصحيفة إلى أن المتحدثين إليها من المنطقة كشفوا أن الواقعة جاءت نتيجة سوء استعمال عناصر الجيش الحر للأسلحة الكيميائية المقدمة لهم من قبل المملكة العربية السعودية ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بحسب ما نقل من شهادات متطوعين لدى ”أطباء بلا حدود” وكذا مسلحين وعائلاتهم، وأشارت الصحيفة إلى أن المعارضة استلمت الأسلحة عن طريق رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان، وكانت مسؤولة عن تنفيذ الهجوم بالغاز القاتل. إلى ذلك وفي انتظار موقف رسمي من الدول العربية تحسبا لحدوث ضربة عسكرية ضد سوريا ينتظر أن يجتمع الأحد المقبل وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة لبحث الوضع، وأعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن الاجتماع الذي كان مقررا الثلاثاء تم تقديمه إلى الأحد على ضوء تسارع التطورات الراهنة.