كانت الساعة تشير إلى الساعة الثامنة مساء، عندما باشر رجال درك الكتيبة الإقليمية بالقليعة عملية مداهمة شاطئ العقيد عباس ببلدية الدواودة، وهو الشاطئ الذي اقترن اسمه لعدة سنوات بالإعتداءات والسرقات طالت حياة المترددين عليه. واليوم لم يعد الشاطئ وكرا للمجرمين بعد أن تمكنت مصالح الأمن من إحكام قبضتهم على المكان خلال السنوات القليلة الأخيرة، ولم تعد السمعة السيئة التي ظلت لصيقة بالشاطئ تخيف المترددين عليه بعد تراجع عمليات الإجرام. دخلت ”الفجر” الشاطئ من المدخل المعروف ب”الأكواريوم”، على امتداد 200 متر، الطريق مهترئة جدا والظلام دامس بسبب غياب الإنارة. وهذان العاملان يساعدان المجرمين على ارتكاب جرائمهم بسهولة، واصلنا المسير على هذه المسافة الصغيرة قبل أن تتراءى لنا أضواء خافتة، تبين فيما بعد أن الإنارة الموجودة في المكان صادرة عن ثلاثة ملاهي ليلية موجودة في عين المكان. ونظرا للوضع الكارثي والمخيف لشاطئ العقيد عباس خاصة مع إسدال الليل ظلامه، تحدثنا مع النقيب عدنان دغيش، رئيس الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بالقليعة، بخصوص الصعوبات التي يلاقونها حين يداهمون الأماكن المشبوهة واستغلال المجرمين لعامل الظلام لتنفيذ جرائمهم، حيث كشف أن رجال الدرك مستعدون للتدخل في كل وقت ومكان في ظل وجود رجال مدربين على التدخل في الأماكن الصعبة والخطيرة، فمهما كانت العوامل فإن رجال الدرك مهمتهم التأقلم معها لحماية المواطنين وممتلكاتهم، الأمر الذي وقفنا عليه بعد برهة من الزمن حين صادفنا سليم العايب، قائد الفصيلة الأولى للأمن والتدخل بتيبازة، وتعرف هذه الفصيلة باسم ”القوة الضاربة”، حيث تعد من أهم مهامها حسب القائد، القيام بدوريات في الأماكن التي يكثر فيها الإجرام بصفة لافتة وكثيرة وفي الأماكن الوعرة والخطيرة، حيث تقوم الفصيلة بمراقبة الأشخاص والمركبات وتعريفهم، وفي حالة القبض على شخص محل البحث تقوم بتحرير محضر استلام للفرقة المختصة إقليميا، بمعنى أن الفصيلة تقوم بمهامها على مستوى الأقاليم التابعة للدرك الوطني على مستوى ولاية تيبازة. ويخضع رجال ”القوة الضاربة”، حسب قائدها إلى تكوين مدني وعسكري خاص للتحكم ومجابهة الظروف الخاصة. ومهمة الفصيلة هي مراقبة تحركات مشبوهة في الأماكن الخطيرة والوعرة، خاصة أن الشاطئ لا يبتعد كثيرا على غابة ظلت لسنوات ملجأ للمنحرفين والمجرمين، بعدما كانوا ينفذون عملياتهم ويلوذون بالفرار نحو هذه الغابة. وتمكنت الفصيلة من القبض على شاب حاول الفرار تحت جنح الظلام بعدما شاهده رجال الدرك يرمي شيئا في الأرض، تبين فيما بعد أنه سلاح أبيض. ومن بين الأشخاص الأكثر الذين تم توقيفهم وتبين بعد تدوين أسمائهم في شبكة ”رونتال” المزودة داخل سيارات الدرك، أنهم محل بحث وتهربوا من أداء الخدمة الوطنية، فالتعرف عليهم سهل على اعتبار أنه يتم التركيز على تاريخ الميلاد. وللإشارة فقط فإن الجزائر تعد البلد الوحيد في إفريقيا الذي يملك شبكة ”رونتال”، غادرنا الشاطئ متجهين نحو حواجز أمنية لمراقبة حركة المرور. الدرك يعثر على امرأة بعد 13 سنة من هروبها من منزلها عندما دقت ساعة منتصف الليل، عدنا إلى شاطئ العقيد عباس، على اعتبار أن الملاهي الليلية تنشط بأكثر حدة بعد منتصف الليل، وبأحد الملاهي تم توقيف امرأة في الأربعين سنة من عمرها، مستوى الثالثة الثانوي، كانت محل بحث في فائدة العائلات منذ 13 سنة، حيث غادرت منزلها العائلي ببرج البحري سنة 2000 عندما كان عمرها 27 سنة، قبل أن يعثر عليها رجال الدرك خلال هذه المداهمة واقتيادها، قبل أن يتم الإتصال بوالدتها القاطنة ببلدية جسر قسنطينة وتسليمها لعائلتها. قبل أن نكمل المهمة وقفنا على السد الثابت للطريق السريع باتجاه الجزائر الموجود بواد مزفران بالدواودة المنصب من قبل الدرك، حيث يعتبر هذا السد بمثابة الحزام الأمني للداخلين للجزائر العاصمة. كما وجدنا فرقة الجمارك لولاية تيبازة تنسق مع رجال الدرك بحثا عن تجاوزات ومخالفات لقانون الجمارك. وكشف المساعد بداني محمد، قائد فرقة أمن طرقات الدواودة، ل”الفجر”، عن تحرير غرامات مالية مخالفة للقانون، منها عدم قيام سائق السيارة بإبراز اللوحة الترقيمية بعد حصوله على البطاقة الرمادية والإكتفاء بالشريط البلاستيكي الموضوع على السيارة الجديدة، بالإضافة إلى تحرير جنح في قانون المرور الخاصة بمحضر المراقبة التقنية للسيارات غير ساري المفعول، بالإضافة إلى وضع المركبات في المحشر لمدة 8أيام، وجنح خاصة بشهادة تأمين البضائع غير سارية المفعول، بالإضافة إلى جنحة عدم إمتلاك رخصة مرور لشاحنة. في حدود الساعة الثانية صباحا، انتهت مهمة ”الفجر” في مرافقة رجال الدرك، وغادرنا المكان تاركين أصحاب المهمات الصعبة يواصلون مراقبتهم وتمشيطهم للمكان لبسط الأمن وحماية المصطافين والزوار إلى غاية الساعة السادسة صباحا. ومن جهته أكد فتحي مزوار، رئيس فرقة الجمارك في حديثه ل”الفجر”، أن عملية مراقبتهم لم تسفر عن أية نتيجة إيجابية. وكللت عملية المداهمة التي شنتها رجال الكتيبة الإقليمية لدرك القليعة المدعمة بسرية مجموعة التدخل رقم 39 والفصيلة الأولى للأمن والتدخل بتيبازة من الثامنة مساء إلى السادسة فجرا، بتعريف 695 شخصا تم من خلالها توقيف 17شخصا، لتورطهم في قضايا تخص حمل سلاح محظور تورط فيها شخصين، وقضيتين في جنحة السياقة في حالة سكر، عدم الإمتثال عمدا لإنذار صادر عن الأعوان، انتحال صفة، ضرب وجرح عمدي بالسيف، 7 قضايا تخص العصيان، تمت إحالتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة. أخطر مجرم في قبضة الدرك بالقليعة في سياق متصل، تمكن رجال درك القليعة بداية الشهر الجاري من الإطاحة بمجرم خطير ارتبط اسمه بالسرقة والمخدرات وتكوين جمعية أشرار، وكان محل بحث من قبل رجال الشرطة والدرك على حد سواء لتورطه في عدة قضايا. وارتبط اسم هذا المجرم الشاب الذي يعد من مواليد 87 ومسبوق قضائيا ب 14 قضية، منها 12 قضية تخص سرقة الدراجات النارية. ويصنف هذا الشاب في خانة المجرمين الخطرين، حيث تمكن رجال الدرك بالقليعة بالتنسيق مع فصيلة الأبحاث بتيبازة من الإطاحة به، بعد اعتراف شخص ألقي القبض عليه متلبسا بحيازته 200 غ من المخدرات، بشرائها من هذا المجرم الخطير، ما استدعى ترصده وإلقاء القبض عليه وبحوزته 20 غ من المخدرات كان بصدد ترويجها على مستوى مقهى بحي كركوبة بالقليعة. كتيبة درك القليعة تعالج 36 قضية خلال الشهر الفارط كشف النقيب عدنان دغيش، قائد الكتيبة الإقليمية لدرك القليعة، خلال عرضه لحصيلة الكتيبة خلال الشهرالمنصرم، عن معالجة 36 قضية تخص مخالفة رمي النفايات الهامدة، حيث تم تحرير في حق أصحابها مخالفات مع وضع المركبات المستعملة في المحشر لمدة 8 أيام.كما تمت معالجة خلال نفس الشهر، 17 قضية حيازة واستهلاك المخدرات، مع حجز 67غ من المخدرات وقرصين مهلوس، ليتم وفقها إيداع 19 شخصا الحبس المؤقت. وفي إطار السهر على أمن وسلامة المواطنين، يقول القائد إن مصالحه تمكنت من تفكيك عدة عصابات مختصة في سرقة المنازل والإعتداءات على مستوى الطرقات، حيث تم تسجيل 5 قضايا تخص سرقة المنازل تورط فيها 8 أشخاص أودعوا الحبس، كما تم القبض على 18 شخصا تورطوا في السرقات عبر الطرقات الولائية والوطنية على مستوى إقليم القليعة وكذا الطريق السريع الرابط بين الدواودة تيبازة. وفي مجال الشرطة القضائية تم رفع 9جنح و6 مخالفات، كما تم تحرير على مستوى الشرطة الإقتصادية جنحتين، ومخالفة الشرطة الخاصة فيما يخص السكر العلني. فيما حررت شرطة المرور وتنسيق النقل، 57 جنحة، و58 مخالفة وتحرير 15 غرامة جزافية.