تعاني معظم المؤسسات التربوية بالشلف من نقص العمال المهنيين المتخصصين في الطبخ، والتي أثرت بشكل كبير على عملية فتح المطاعم المدرسية، فيما اكتفت بعض المؤسسات التربوية التي تقع في مناطق ريفية ونائية بتقديم وجبات باردة للتلاميذ المتمدرسين إلى غاية الحصول على عمال مهنيين مؤهلين. وحسب مصدر من مديرية التربية بالولاية، فإن من بين 591 مجمع مدرسي يوجد 536 مجمع مدرسي يتوفر على مطاعم مدرسية، فيما تبقى الأخرى تقدم وجبات باردة في انتظار الحصول على دعم الجماعات المحلية، سواء عن طريق تجهيز المطاعم وتوفير الموارد البشرية لتسيير هذه المطاعم، حيث أن عملية توظيف هؤلاء العمال تكون على حساب ميزانية البلديات، الأمر الذي يجعل من مديرية التربية لا تتحكم في وضعية وتوزيع هؤلاء العمال. كما أن غالبيتهم لا يتوفرن على التأهيل المطلوب، وهو ما يطرح إشكالا حقيقيا لذات المصالح المطالبة بتوفير المطاعم المدرسية في كل مؤسسة تربوية. وحسب نفس المصدر، فإن هذا المشكل تتحمله الجماعات المحلية الممثلة في مصالح البلديات المسؤولة عن توفير وتوظيف العمال المهنيين بمختلف المؤسسات التربوية في الطور الابتدائي، حيث تشكو معظم هذه المؤسسات من غياب اليد العاملة المؤهلة خصوصا في مجال طبخ الجماعات، الأمر الذي يرهن تسيير هذه المطاعم المدرسية، حيث تضطر معظم هذه المؤسسات إلى الاستعانة بعمال مستخدمين في إطار الشبكة الاجتماعية لتغطية النقص المسجل في هذا المجال.. مع ما يمثله ذلك من أخطار محتملة على الصحة العمومية وإمكانية الإصابة بتسممات غذائية جماعية. .. وعجز في النقل المدرسي بالبلديات الريفية والنائية خصصت مصالح الولاية من ميزانيتها ما يصل إلى 20 مليون دج لتدعيم البلديات العاجزة ماديا للتكفل بالنقل المدرسي، خصوصا بالنسبة للبلديات الريفية والنائية، والتي يعاني أبناء المداشر والقرى المتباعدة من صعوبة التنقل إلى مؤسساتهم التربوية لغياب وسائل النقل العمومية وكذا النقل المدرسي، فضلا عن صعوبة المسالك المؤدية إلى تجمعاتهم السكانية المتباعدة. كما رخصت ذات المصالح لرؤساء البلديات بالتعاقد مع الناقلين الخواص لضمان نقل التلاميذ المتمدرسين في ظروف حسنة. وجاءت هذه المبادرة بالنظر إلى العجز المسجل في حظيرة النقل المدرسي، حيث قدرها مصدر رسمي بما يصل إلى 100 حافلة بالنظر إلى الأعداد الكبيرة للمتمدرسين وبعد المؤسسات التربوية عن التجمعات السكانية، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي، حيث تغيب هذه المؤسسات عن التجمعات السكانية في المناطق الريفية والنائية وتتوفر حظيرة الولاية على 67 حافلة للنقل المدرسي، منها الممنوحة في إطار التضامن الوطني أو تلك الممنوحة من ميزانية الولاية لتدعيم البلديات، فضلا عن تلك المقتناة في إطار التمويل الذاتي من ميزانية البلديات حسب الوضعية المالية لكل بلدية.