كشف تقرير صادر عن مجلس ثانويات الجزائر حول واقع قطاع التربية الوطنية بعد 4 أسابيع من انطلاق الموسم الدراسي 2013-2014 عن فضائح عدة تهدد مستقبل التلاميذ، مشيرا إلى أن أزيد من 565 ألف تلميذ لم تبدأ دروسهم بعد بسبب عدم امتلاكهم أساتذة، دون الحديث عن 8 آلاف مؤسسة لم تنطلق الدروس فيها بعد بسبب مشاكل عدة. وفي ندوة صحفية خصصها مجلس ثانويات الجزائر لكشف الصورة السوداوية لقطاع التربية، قال المنسق الوطني، عاشور إيدير، إن الأمور جدا خطيرة بعد 4 أسابيع على انطلاق الموسم الدراسي بسبب سوء التسيير، حيث تعرف 8 آلاف مؤسسة تربوية مشاكل حالت دون انطلاق الدراسة عاديا على مستواها إلى غاية اليوم، علاوة على أن أكثر من 400 مؤسسة تربوية يتم غلقها يوميا من طرف التلاميذ المطرودين من المؤسسات التربوية، يضيف المتحدث الذي اغتنم الفرصة ليتكلم عن العجز في الأساتذة الذي يقف وراء أغلبية المشاكل التي يعرفها القطاع. وقال عاشور إن ”المؤسسات التربوية للأطوار الثلاثة للتعليم تعاني عجزا في الأساتذة ب15 ألف أستاذ”، وفق المعطيات التي جمعها مجلس ثانويات الجزائر عبر مختلف الولايات والتي أثبتت أن أكثر من 565 ألف تلميذ ليس لديهم أساتذة في مواد مختلفة خاصة الرياضيات الفيزياء واللغات الأجنبية. ويأتي هذا - حسب عاشور إيدير - في الوقت الذي ترفض فيه وزارة التربية الوطنية الرد على طلبات اللقاء الذي وجهه المجلس للمسؤول الأول عن القطاع، مستنكرا رفض الوصاية ومسؤوليها التعامل مع ”الكلا” رغم حصوله على الاعتماد منذ جانفي الفارط. وأضاف أن ”غلق أبواب الحوار يقابله الضغط الممارس على النقابيين في الولايات، لأن مدراء المؤسسات التربية يرفضون السماح لممثل النقابة بالدخول إلى المؤسسات التربوية لتنصيب فروع المجلس بالرغم من أن القانون وحصولهم على وصل التسجيل من طرف وزارة العمل يخولان له ذلك”. واعتبر عاشور إيدير ما تقوم به الوزارة ”غير قانوني” في ظل تراكم المشاكل المهنية البيداغوجية، وظاهرة الاكتظاظ التي وصلت إلى ذروتها خلال الدخول المدرسي الحالي، إذ أن المعدل في أقسام الثالثة ثانوي بلغ 42 تلميذا، في حين بلغ 45 بالنسبة للثانية ثانوي، و38 تلميذ في القسم بالنسبة للأولى ثانوي. وعن التأطير الإداري، كشف المسؤول النقابي ذاته أن أكثر من 40 بالمائة من المؤسسات التربوية تعاني عجزا في التأطير، سواء من حيث المدراء أو النظار أو المقتصدين أو المراقبين العامين، وذلك في الوقت الذي لم تعلن عدة ولايات عن نتائج المسابقات الخاصة بالأساتذة إلى غاية اليوم، مثلما هو الحال لولايات البليدة والمسيلة والجلفة وبجاية، رغم العجز في الأساتذة الذي يطلب حلا سريعا من قبل الوصاية، يقول عاشور إيدير.