لم تنجح المساعي التي قامت بها السلطات المحلية بولاية المسيلة في إنهاء موجة الاحتجاجات والإضرابات التي مست قطاع التربية بالولاية طيلة الأسابيع الماضية وفشلت معها أيضا كل المبادرات التي قامت بها المديرية الوصية التي أثبتت ”عجزها وعدم قدرتها” على حل المشاكل التي تنخر القطاع الذي ظل لسنوات يتذيل الترتيب العام في الامتحانات الرسمية. وواصل الأولياء ومعهم التلاميذ في أنحاء مختلفة من تراب الولاية احتجاجهم على ظروف تمدرس أبنائهم، وفضل أولياء تلاميذ ابتدائية قريش رابح ببلعايبة مواصلة غلقهم للمدرسة لدواع بيداغوجية وتربوية بحتة، وهي الخطوة التي قام بها أيضا أولياء تلاميذ مدرسة الشهيدين ثامر بالقرية الفلاحية ببلدية سيدي أمحمد، احتجاجا على ما وصفوه ب”ظروف التمدرس غير المريحة”، من بينها الاكتظاظ وعدم وجود مطعم مدرسي، ورفضهم التام لقرار تحويل بعض العمال. وببلدية أسليم، أقصى جنوب الولاية، أقدم التلاميذ المتمدرسون بمتوسطة الشهيد زيان زبلي على غلق أبواب المؤسسة، ولم يسمحوا لطاقمها الإداري والتربوي بالدخول احتجاجا على غياب 11 أستاذا لم يلتحقوا - حسبهم - بالمؤسسة إلى يومنا هذا، إضافة إلى مطالبتهم بإنهاء الاكتظاظ داخل الأقسام. وبمتوسطة عبد الرحمن محدادي ببلدية سيدي امحمد أيضا أقدم عشرات التلاميذ على غلق أبواب المؤسسة، مطالبين بضرورة السماح لأزيد من 50 تلميذا بإعادة السنة. وبعاصمة الولاية، أقدم أزيد من 20 تلميذا مفصولا، بثانوية الشريف مساعدية بحي إشبيليا على غلق الطريق بالحجارة، ثم أضرموا النار في العجلات المطاطية قبل أن ينقلوا غضبهم إلى محيط الثانوية، محاولين إخراج زملائهم التلاميذ من الأقسام. وبعاصمة الولاية دائما خرج قرابة 60 تلميذا يدرسون في متوسطة زين الدين إلى الشارع، وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 45 أمام مستشفى الزهراوي بالحجارة، ومطالبين بإنهاء مهام المديرة التي تسببت - حسبهم - في إضراب أساتذتهم لمدة أسبوع كامل. واستدعت هذه الحركة الاحتجاجية تدخل مدير التربية الذي عقد اجتماع ضم الأساتذة المضربين وأولياء التلاميذ الذين حضروا بقوة، وطالبوا من المدير إنهاء ما وصفوها ب”المهزلة ”، وعلمنا أن المسؤول ذاته قد قرر تحويل المديرة وتعيين آخر مكانها، أكدت مصادرنا أنه استأنف عمله زوال أمس وباشر معه الأساتذة عملهم في ظروف جيدة. وبالجهة الشرقية لعاصمة الولاية، أقدم أزيد من 900 تلميذ يدرسون بثانوية الشهيد محمد بعجي ببلدية أولاد دراج على غلق أبواب الثانوية وأعلنوا مقاطعتهم الدراسة، تضامنا مع زملائهم المفصولين المقدر عددهم ب30 تلميذا، حيث طالبوا بتمكين زملائهم من إعادة السنة لإنهاء حركتهم الاحتجاجية.