امتدت، أمس، موجة الغضب التي تعصف بالمنظومة التربوية بولاية المسيلة منذ ثلاثة أسابيع، لتصل إلى أعماق ريف قرية أولاد منصور ببلدية مقرة أقصى شرق الولاية، حيث أقدم التلاميذ بمتوسطة أولاد منصور رفقة زملائهم المفصولين على طرد الأساتذة ثم أغلقوا أبواب المؤسس، وذلك دون تحرك من السلطات هناك سواء مديرية التربية أو والي الولاية، كما أن وزير القطاع لم يقم بأي إجراء لوقف هاته ”المهازل”. واستنادا إلى مصدر من المؤسسة ذاتها، فإن التلاميذ الغاضبون أقدموا على رشق الباب الخارجي بالحجارة وتسببوا في تحطيم زجاج سيارة أحد الأساتذة، مطالبين بالسماح للتلاميذ المفصولين بإعادة السنة. الحادثة التي أكدها مصدر من التنظيم النقابي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ونفاها مصدر أمني في شقها المتعلق بالاعتداء على سيارة الأستاذ تكون بمثابة الشرارة التي امتد لهيبها في قطاع التربية الذي وصف ب”المتعفن” جراء الاحتجاجات والإضرابات التي تشهدها ثانويات الولاية ومتوسطاتها، وحتى ابتدائياتها التي لم تسلم هي الأخرى من غضب الأولياء الذين فضلوا منح أبنائهم عطلة إجبارية وعدم مواصلة الدروس في وضع سموه ب”المزري وغير المقبول”، على غرار ما يقوم به أولياء تلاميذ ابتدائية قريش رابح ببلدية بلعايبة الذين أغلقوا المدرسة لليوم الثالث على التوالي، رافضين ما اعتبروه سياسة الترقيع التي تنتهجها المديرية الوصية والمنتخبون المحليون، متناسين دورهم في تحضير الدخول المدرسي لتمكين التلاميذ من مزاولة دروسهم في ظروف مريحة. واكتشف الأولياء أن المدرسة المذكورة لم تؤثث، وتناسها المسؤولون خاصة على مستوى مديرية التربية التي تجاهلت -حسبهم - مطالب جمعية أولياء التلاميذ المتعلقة بإنهاء حالة الاكتظاظ الرهيب وتزويد المدرسة بالمعلمين وتأثيثها وكذا تعبيد ساحتها الترابية. وامتدت موجة الاحتجاج إلى ابتدائية الزواولة ببلدية المطارفة التي ظلت هي الأخرى خاوية على عروشها، بعد أن قرر المعلمون التوقف عن التدريس، رافعين مطلب واحد يتمثل في رحيل المدير، وهو المطلب نفسه الذي رفعه أساتذة ثانوية زين الدين بعاصمة الولاية المتوقفون عن التدريس. ولم تشفع تدخلات المديرية الوصية ممثلة في أمينها العام الذي زار المتوسطة في اليوم الأول للإضراب، وحاول ثني الأساتذة عن قرارهم، إلا أنه فشل ثم حاول من بعده المفتش العام للإدارة أمس، إلا أن مسعاه هو الآخر لقي الرفض بعدما تم وصف أساتذة المتوسطة ب”العصابة ” ليدخل تلاميذ هذه المتوسطة في عطلة إجبارية رفقة نظرائهم في بلدية سيدي عامر جنوب الولاية التي أغلقت متوسطاتها الثلاثة وثانويتها الوحيدة في وجه التلاميذ، بعد أن قرر الأولياء ذلك في خطوة منهم لإجبار الوصاية على السماح لكل المفصولين بإعادة السنة، ولم يكتف الأولياء بذلك بل صعدوا من احتجاجهم وأقدموا أمس على غلق مقر الدائرة، مطالبين بتمكين كل المفصولين من إعادة السنة.