لا يزال قرار مجلس الأمن بشأن الكيماوي السوري ومنحه مهلة سنة من أجل إتلاف دمشق لترسانتها النووية يثير الكثير من الجدل بين الأطراف الدولية، حيث ذهب الطرف الغربي إلى اعتبار القرار غير رادع ولا فاصلٍ في مسألة الحرب الدائرة بالمنطقة، ووصف روسيا ما خرج به المجلس الدولي بنجاحها في ترجيح الخيار السياسي على العسكري، فيما يبقى مؤتمر “جنيف 2” محل جدال بين النظام والمعارضة. صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الحكومة السورية جاهزة للذهاب إلى جنيف من أجل الحوار مع المعارضة وليس لتسليم السلطة لأي جهة كائنا من تكون، وأضاف المعلم في تصريحاته الإعلامية أن “جنيف 2” لن يخوض في مسألة بشار الأسد لأنه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد ولن يخوض النظام في هذه القضية خلال مشاوراته مع الوفد الذي سيمثل المعارضة على اعتبار مسألة قيادة البلاد سيفصل فيها بعد نهاية عهدة الأسد منتصف سنة 2014 والشعب هو الفيصل في الموضوع، وأشار المعلم في تصريحاته الإعلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أن مؤتمر جنيف يستطيع التوصل إلى برنامج سياسي ووثيقة عمل سياسية تعرض على الاستفتاء الشعبي حتى يكون الشعب السوري هو صاحب القرار في تقرير مستقبله، موضحا أن الحكومة مستعدة للحوار مع كل الأحزاب المعارضة المرخصة في سوريا، معتبرا فرضية بناء مفاوضات “جنيف 2” على أنقاض “إئتلاف الدوحة غير منطقي لأن هذا الأخير أصبح مرفوضا بعد الحملة العسكرية التي حشدت لها الولاياتالمتحدة الأميركية وتخطيطها لضرب سوريا”، ورأى المعلم أن أزمة بلاده يمكن أن تحل بإثبات الدول التي تتمادى في التدخل في الشأن الداخلي السوري حسن نواياها وعكست مواقفها المستقبلية التوافق الدولي الذي حصل حول قرار مجلس الأمن رقم 2118 الداعم للحل السياسي وكذا بامتناع دول الجوار عن تمويل وتسليح العناصر الإرهابية المسلحة. من جهته أكد رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا استعداده لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر “جنيف 2” والمزمع عقده منتصف شهر نوفمبر، لكن الجربا الذي جمعه أول لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اشترط ضمانات للمشاركة في المؤتمر الدولي، وكان قد شدد في وقت سابق على أنه لن يحضر “جنيف 2” إلا بحضور وبضمانة عربية وخليجية على وجه الخصوص، مشيرا إلى ضرورة توفر غطاء عربي حقيقي للحوار مع نظام بشار الأسد، على صعيد آخر اعتبرت روسيا قرار مجلس الأمن نجاحا لها وهو ما أكده رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النواب الروسي “الدوما” أليكسي بوشكوف حيث وصف عدم رضا الصقور الأمريكيين عن قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بتصفية السلاح الكيميائي السوري دليلا على نجاح موسكو، وكتب بوشكوف أمس على حسابه على التويتر “أن عدم رضا جون ماكين وهو أحد زعماء حزب الحرب، عن القرار الخاص بسوريا دليل مؤكد على نجاح روسيا”، وأضاف “لقد تعلمنا من دروس الحرب في ليبيا، خاصة وأن القرار الخاص بالكيميائي السوري لا يسمح باستخدام القوة”.