كشف الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، عن مشاورات تقودها أحزاب المعارضة لبلورة تصور موحد تجاه الرئاسيات القادمة، وتحديد إمكانية تبني مرشح توافقي لمواجهة ما أسماه ”الأرنبة” و”الثعلبة”، أو اللجوء إلى خيار المقاطعة، و هو الذي يبدو الأقرب، حسب ربيعي، الذي قال إن الأحزاب السياسية ستكون مجبرة على ذلك في حال غلق اللعبة الانتخابية التي بدأت تتضح ملامحها. حذّر أمس، فاتح ربيعي، في ندوة دراسية عقدتها حركة النهضة حول موضوع ”التحديات الاجتماعية وأثرها على الاستقرار”، من خطورة التلاعب بإرادة الشعب وخياراته من خلال الإعداد لانتخابات نتائجها محسومة مسبقا. وقال إن ذلك ستؤدي حتما إلى تصاعد التوتر الاجتماعي والتذمر الشعبي، وكذا الفساد المالي والإداري، وتعطل مؤسسات الدولة، ”ما سيجعل الجزائر مفتوحة على كل الاحتمالات”، مؤكدا أن السبيل الوحيد لمواجهة تعسف النظام في فرض مرشح على الشعب واعتماد ظاهرة ”الأرنبة” و”الثعلبة” في تسيير الانتخابات الرئاسية، هو توحيد الجهود للاتفاق حول برنامج سياسي وإصلاحي ينتج عنه الخروج بمرشح إجماع توافقي، وهو ما يتم العمل عليه حاليا، يضيف ربيعي، عبر توسيع المشاورات إلى أحزاب خارج التيار الإسلامي. وواصل أن الخيار الثاني الذي يبقى مطروحا أمام المؤشرات الظاهرة، يتعلق بمقاطعة الانتخابات التي لا تستمد شرعيتها من صناديق الاقتراع، ”وهو الحل الأقرب” حسب المتحدث. وتوقع المسؤول الأول عن الحركة، ارتفاع وتيرة الاحتجاجات والإضرابات في عديد القطاعات بسبب السياسة الفاشلة في شراء السلم الاجتماعي نتيجة للحلول الترقيعية، منتقدا سياسة عقود ما قبل التشغيل الموجهة للشباب والتي ”لا تعد إلا بطالة مقنعة تعبر عن الافتقار للمعايير الحقيقية لاستحداث مناصب الشغل وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة لفائدة هذه الشريحة”، مرجعا التدهور الاجتماعي إلى فشل الثلاثية كل مرة في تحقيق ما يخدم العمال وأرباب العمل، معتبرا أنه مجرد ”بهرجة”. وأردف أن حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لن يتأتى إلا بإعادة النظر في الجانب السياسي، وجعل الاستحقاق الرئاسي القادم فرصة للتغيير السلمي في إطار حكومة وفاق وطني ورئيس مؤهل لتعديل الدستور وإعادة بناء مؤسسات الدولة، منددا بالأساليب القذرة التي يعتمدها النظام والمتعلقة بتفكيك العائلات السياسية من خلال ”التشرذم” و”التشطير” بقصد كبح صوت المعارضة.