نشطت ثلة من الأقلام الفاعلة في عالم القافية أمسية شعرية مزجت بين حرف القصيد ولون القصة في إطار النشاطات الأدبية والثقافية، التي ينظمها اتحاد الكتاب الجزائريين طوال السنة بمختلف فروعه المتواجدة عبر ربوع الجزائر. اللقاء الأدبي الذي يعدّ أول برنامج هذه السنة أعطى أول، أمس، بمقر الإتحاد بالعاصمة، إشارة انطلاق برامج الدخول الأدبي لاتحاد الكتاب الجزائريين على مستوى فرع العاصمة، وفضل أن يكون البدء بتنظيم أمسية شعرية يصدح فيها الحرف عاليا قبل الشروع في نشاطات أخرى تأتي تباعا مع مرّ الأيام. الأمسية كانت فرصة لحضور والتقاء ثلة من الشعراء الجزائريين، على غرار الشاعر والكاتب الصحفي عابد نورالدين، بوخلاط عبد القادر، ميلود عبد القادر والقلم النسوي حورية داودي. حيث تم في هذا الإطار تقديم مجموعة من القصائد المتنوعة المواضيع والمختلفة في زمن الكتابة. واستهل الشاعر عابد نورالدين بقراءة نصوص شعرية جميلة أعربت عن صدق إحساسه ونظرته الثاقبة للقضايا الراهنة، لاسيما السياسية التي طغت على العالم وأثرت على شعوبه بشتى الوسائل والطرق، وهو ما يصوره في نص بعنوان ”ربيع الشيطان”، متعجبا هل رأيتم ربيعا يقتل الإنسان ويحرق المدن ويحرق السكان وهل رأيتم يحمل الأكفان، في إشارة منه إلى ما فعلته ثورات بما يسمى الربيع العربي بشعوب الدول العربية، حيث كانت نتيجتها لا أمل ودمار وخراب. كما قدم نصا آخر وسمه ب”حقنة تخلف الإنسان” حاكت معاناة الفرد الجزائري في وطن يتشبع بالخيرات في ظل رضوخه لأوامر السلطة التي قتلت ضميره وهو حي. وتناول شيئا من الحب والنخوة العربية في زمنها وقال في قصيدة ”حياتي قطار”، ”برجال كانوا قبل ميلاد هذا العار”. أمّا الشاعر ميلود عبد القادر فقد سخر من بعض شعراء هذا الزمن ووصفهم بالكذابين، لاسيما إذا نقلوا الحقيقة والتي لم تكن على حد تعبيره كاملة بل تأتي ناقصة وتلا ”أنا الشاعر الكذاب”، ناقما بها على مستوى وتوجه البعض من شعراء الجزائر اليوم، كما قرأ ”تبّا لسرب حمام يقوده غراب” حملت معها مزيدا من النقم والفضح لحال الشعر الجزائري الذي بات ينجر وراء المصالح دون الاهتمام برسالة الأدبية. وقرأت داودي حورية ”نصا وسمته ب”الحلم” و”تكتب والحبر إحساس”.