اعتقلت قوات الأمن، أمس، ما يزيد عن 400 أستاذ عقب إجهاضها اعتصام أمام ملحقة وزارة التربية برويسو بالعاصمة، والذي فرقته بالقوة، مع ”احتجاز المئات منهم”، وفق النقابات الداعية للاحتجاج قبل وصولهم إلى موقع الاحتجاج، والتي استنكرت بشدة الأساليب المختلفة التي استعملت ضد المربين من خلال ”تعنيفهم وضربهم عند عملية حجزهم واقتيادهم بالقوة إلى مختلف مراكز الشرطة باستخدام أزيد من 15 حافلة تابعة للشرطة”. وطوقت مصالح الأمن جميع المنافذ المؤدية إلى وزارة التربية كخطوة لكسر الحركة الاحتجاجية التي دعا إليها المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، والنقابة الوطنية لعمال التربية، وذلك منذ الساعات الأولى من نهار أمس، وفق ما أكده المكلف بالإعلام على مستوى ”الكناباست”، بوديبة مسعود، في تصريح ل”الفجر”، متحدثا بأن ”عملية اعتقال الأساتذة المناضلين بدأت على الساعة السابعة صباحا على مستوى محطات الحافلات والمترو والترامواي”، مؤكدا أن ”كل من يلتحق أمام الوزارة يتم اعتقاله، حيث تم استعمال حافلات ووسائل النقل التي تستعملها الشرطة في نقل الأساتذة إلى جهات مختلفة من الجزائر العاصمة، منها بئر توتة والشراڤة والحراش والمنظر الجميل، والقبة والعناصر، والسمار... إلخ”. وأفاد بوديبة بأن ”عدد المحتجزين يفوق 400 أستاذ من الأطوار الثلاثة من حوالي 1000 منخرط في نقابتنا كان مسجل للالتحاق بالتجمع من مختلف الولايات، وهذا في الوقت الذي استعملت فيه أساليب مختلفة للاعتقال، مع التعنيف والضرب، بالإضافة إلى أن هناك 7 أعضاء من المكتب الوطني تم اعتقالهم ومن بينهم المنسق الوطني نوار العربي والذي حول إلى مركز القبة”. وانتقد ”الكناباست” منع أساتذة التعليم الثانوي من الاعتصام ”سلميا” أمام مقر الوزارة، منددا ب”انتهاج أسلوب القمع عوض فتح أبواب الحوار الجاد، ما يعتبر حدا من الحريات النقابية”، لافتا إلى أن نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الثالث قد عرفت ارتفاعا واسعا بعدما بلغت نسبة الاستجابة في اليومين الأولين 85 بالمائة، وذلك بعد أن أكد أساتذة التعليم الثانوي تمسكهم بمواصلة إضرابهم المفتوح عن العمل إلى غاية استجابة الوزارة الوصية للمطالب المرفوعة إليها وفتحها أبواب الحوار الجاد الذي من شأنه تسوية لائحة المطالب المرفوعة. ودعا ”الكناباست” إلى ”مفاوضات جادة بعيدة عن التحايل وأسلوب اللف والدوران الذي طالما اعتمدته الوزارة، ما أدى إلى انعدام الثقة”، مشددا على ”تأسيس مرحلة أخرى مبنية على المصارحة والثقة المتبادلة والجدية في العمل”. في المقابل، انتقد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، بشدة ”طريقة تعامل السلطات العليا مع احتجاجهم السلمي، حيث قامت الشرطة بإجهاضه عن طريق اعتقال المئات من الأساتذة من مجموع حوالي 2000 جاؤوا للعاصمة للاحتجاج، والذين من بينهم ممثلو المكتب الوطني للنقابة، على رأسهم جهيد حيرش، والذي تم تحويله إلى مركز الشرطة بالشراڤة، عبر استخدام ما يزيد عن 15 حافلة تابعة للشرطة”، مؤكدا أن الأساتذة قرروا الانسحاب في الأخير ل”تفادي حصول صدامات”، غير أنه أكد أن ”هدف الاحتجاج وصل إلى السلطات والوزارة على مرأى الرأي العام”.