يتخبط سكان حي سيدي مستور، الذي يقع شرق عاصمة ولاية وادي سوف، وسط كومة من المشاكل التي باتت تهدد حياتهم وجعلت العديد من العائلات القاطنة بالحي ترحل للإقامة بأحياء أخرى. ولعل من أهم هذه المشاكل التي أرقت الأهالي انتشار الأوساخ والبعوض بسبب صعود المياه. أوضح سكان الحي ل”الفجر”، أنّ هذا الوضع الكارثي يعيشونه منذ مدة زمنية طويلة جراء تجاهل السلطات المحلية لانشغالات ومشاكل حيّهم الذي أصبح لا يطاق، على حد قولهم، لاسيما الطريق الرابط بين بلدية الطريفاوي وحي سيدي مستور، أين يتمثل مشكله العويص في الانتشار الرهيب لكل أنواع البعوض خاصة حشرة الناموس والذباب التي تنقل مختلف الأمراض المعدية والمزمنة للسكان عن طريق المزابل التي تعد أماكن رمي القمامة مسكنا لها، الأمر الذي أقلق أهالي الحي جراء الأمراض التي تسببت فيها هذه الحشرات، خاصة مرض الإيشمانيوز الذي أصيب به أغلب أطفال الحي لكونهم الفئة الأكثر عرضة لهذا المرض. وعبّر القاطنون بالحي عن استيائهم وتذمرهم الشديدين لما آل إليه منظر الحي المشمئز، حسب حديثهم إزاء الانتشار الكبير للقمامة و المزابل من عمليات الرمي العشوائي للأوساخ من أصحاب الشاحنات وغيرهم، خاصة بمحاذاة الطريق المؤدي إلى بلدية الطريفاوي، الشيء الذي ساعد على تفشي هذه الحشرات التي باتت تهدد صحة المواطن أولا والبيئة ثانيا، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها التي باتت تدخل للمنازل بحكم قربها من التجمعات السكانية. أما المشكل الذي وصفوه ب”الكارثة” هو ظاهرة صعود المياه للمنازل الواقعة وسط الحي المذكور والمعروفة بمنطقة الوادي، خاصة حي الشط الوضع الذي أضحى يهدد الكثير من العائلات القاطنة بحي سيدي مستور من الرحيل للإقامة بأحياء أخرى خوفا على حياتهم من الزوال، إضافة إلى أن السبب الحقيقي لإنتشار القمامة والبعوض هو ظاهرة صعود المياه، على حد وصفهم. ورغم مناشدة السلطات المعنية بضرورة التدخل السريع لوجود حل فوري لهذه المعضلة التي باتت تهدد حياة الكثيرين، إلا أنها لحد الآن لم تحرك ساكنا حسبهم. ويعتبر حي سيدي مستور أحد الأحياء الشاهدة على الظاهرة صعود المياه الجوفية التي تهدد منطقة وادي سوف، حتى أنّ عددا من البيوت باتت مهددة بالسقوط على ساكنيها بفعل اهترائها ويجد السكان صعوبات كبيرة في التأقلم مع هذه الطبيعة الصحراوية القاسية بحيّهم فالرطوبة مرتفعة للغاية، ما جعل السكان يهاجرون من الحيّ خاصة ميسوري الحال. أما البسطاء فهم يصارعون الحياة بمرارة كبيرة، ويبقى أملهم الوحيد في تدخل حاسم وعاجل من قبل السلطات الرسمية لترحيلهم نحو سكنات تليق بهم في أحياء سكنية جديدة.