التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: (إن انحطاط الدين تابع لانحطاط العقول) وفي الحقيقة أن علوم التوحيد والفقه لا يمكن الانتفاع بها إذا لم يسبقها الإلمام بالمعارف العامَّة والمبادئ العلميَّة،أليس التوحيد هو خاتمة العلوم كلها وخلاصة مجموعه ا؟أليس الفقه علم شريعة كل نفس في ارتباطها بخالقها.وفي معاملتها مع بقية البشر،وكلاهما يحتاج إلى معرفة علم النفس،وتشريح الجسم ووظائفه،والتاريخ،والرياضية،والعلوم الطبيعيَّة،وغيرها مما تسمو به الأفكار ويرتقي به العقل؟أليس العلم في الحقيقة واحد،ويتغذَّى من جذر واحد،وتخدم حياة واحدة،وتنتج ثمرة واحدة هي معرفة حقيقة كل شيء في الوجود؟ وما علينا إلا أن نصغي لمقال هؤلاء العلماء الأفاضل الذين هم أدرى منا بحاجات الدين،ولا يخفى عليهم شيء من حاجات الدنيا،وأن نعضدهم في مشروعاتهم الصالحة؛ليستيقظ الدين من نومته الطويلة،ويذلل العقبات ويتغلّب على المصاعب التي أقامها أهله في طريقه. ولا حاجة بنا إلى التطويل في شرح أمر صار معلوماً عند الكل،وهو انحطاط الدين اليوم في جميع مظاهره حتى في العبادات،و إنما أردنا أن نبيِّن أن انحطاط الدين تابع لانحطاط العقول،و أن العلّة الأولى التي هي مصدر غيرها من العلل التي حالت بيننا وبين الترقي هي:إهمال التربيَّة في النساء والرجال. فإن استمرَّ ذلك السبب لم يصلح للأمَّة حال بل يستمرُّ كل أمر على حاله؛والدين أيضا،وإن زال ذلك السبب صلح حال الأمّة في جميع مظاهر حياتها العقليَّة والأدبيَّة،وصلح معها الدين أيضا. أما أن تربيّة الرجال تصلح شأن الأمَّة،وتقوِّم اعوجاجها فهذا مما صار معروفا عند كل أحد،ومسلماً عند الجميع وأماَّ وجوب تربيَّة المرأة أيضا فلا يزال محتجاً إلى البيان ...(يتبع)