انطلقت أمس محادثات المعارضة في اسطنبول لتحديد موقفها النهائي من مؤتمر “جنيف 2” في ظل الانقسام الداخلي الذي تعرفه، وكذا ضبط قائمة الشروط النهائية المرتبطة على وجه التحديد بمشاركة النظام وإيران في انتظار ما يسفر عنه اجتماع المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي مع الدول الكبرى الراعية للسلام في سوريا ديسمبر القادم. تسعى المعارضة من خلال اجتماع اسطنبول الى تحقيق التوافق بين أطرافها الداخلية والخارجية الممثلة للمطالب المشتركة التي تتبناها منذ بدء إجراءات التحضير للحوار الوطني المدعوم من قبل كبرى الدول وترعاه كل من روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يعمل لقاء أهم مكونات المعارضة السورية وإلى غاية مساء اليوم على تحديد خطة عمل واضحة ودقيقة تجمع كل أطياف المعارضة تحت بنود موحدة تحركها المطالب المشتركة، خاصة بعد فشلها في التوصل الى ضبط قائمة الأسماء المنتظر ذهابها ضمن الوفد الممثل لها في “جنيف 2”، على الرغم من اتفاق تشكيلة المعارضين على مبدأ رفض بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ويعول الائتلاف الوطني على تحقيق هذه النقطة كشرط مبدئي للوصول الى وقف إطلاق النار في المنطقة، كما أشار البيان الصادر عن الائتلاف إلى أن موضوع الحكومة المؤقتة التي كلف بتشكيلها أحمد طعمة يشغل حيزا واسعا في جدول أعمال المفاوضات، على أمل أن يكشف النقاب عن الأسماء المرشحة لشغل حقائب وزارية في الحكومة المؤقتة، الى جانب مناقشة ملف انضمام 11 عشر عضوا جديدا لصفوف الائتلاف المعارض من المجلس الكردي، وكان أحمد طعمة ذكر شهر أكتوبر الماضي أنه شارف على الانتهاء من ضبط الأسماء المرشحة لتشكيل الحكومة، على أن تعمل هذه الحكومة المنتظرة من منطقة قريبة جدا من حدود البلاد. وفي خضم سياسة المد والجزر التي يعرفها مؤتمر السلام الدولي تسعى الأطراف الدولية المعنية بالأزمة السورية الى ممارسة ضغطها على الجانبين لتغليب منطق الحوار على منطق السلاح، إذ تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية استعمال ورقتها للضغط على المعارضة السورية لحسم موقفها من المشاركة في جنيف، وتحدثت مصادر من المعارضة عن أن المبعوث الأمريكي روبرت فورد اجتمع مع زعماء كبار في الائتلاف باسطنبول للضغط عليهم للموافقة على المشاركة في “جنيف 2”، مشيرة إلى وجود تحفظات قوية داخل الائتلاف على تقديم تعهدات شاملة خاصة في ظل التوتر الذي تعرفه العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعربية السعودية أكبر داعمين للائتلاف، كما نوهت ذات المصادر الى أن الائتلاف سيكتفي بتقديم موافقة ضمنية فقط للمشاركة في المؤتمر الدولي. من جهته كشف أمس نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية عن اجتماع يعقده المبعوث الأممي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي بداية شهر ديسمبر القادم مع الأطراف المعنية لتحديد موعد وأطراف مؤتمر “جنيف 2”، وأكد العربي في تصريحات أدلى بها عقب وصوله القاهرة بعد المشاركة في فعاليات مجلس المحكمة الرياضية الدولية في لوزان السويسرية، خيبة الأمل التي منيت بها الأطراف الدولية الراعية للحوار السوري بعد فشل الاجتماعات الأخيرة في تحديد موعد وأطراف المؤتمر، الذي يعول عليه المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في سوريا. ميدانيا قال المرصد السوري أمس أن مقاتلي المعارضة استعادوا السيطرة على قاعدة عسكرية مسؤولة على حماية مطار حلب الدولي شمال سوريا، وكان الجيش النظامي قد تقدم عبر أجزاء منها اثر اشتباكات عنيفة، وأضاف المرصد أن الجيش الحر تمكن من إعادة السيطرة بشكل شبه تام على اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي، مشيرا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 53 شخصا بينهم 22 مقاتلا و11 جهاديا و20 عنصرا من القوات النظامية.