تشهد الجزائر تراجعا مستمرا في إنتاج الحبوب خلال السنوات الأخيرة، في مقابل ارتفاع وتيرة الاستيراد بصورة كبيرة، خاصة فيما يخص القمح، حيث كشفت آخر إحصائيات وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أن إنتاج الحبوب انخفض خلال سنة الجارية حيث بلغ 49.1 مليون قنطار مقابل 51.3 مليون قنطار خلال السنة الفارطة، وبهذا تراجع بحوالي 3 بالمائة. وسجلت الجزائر خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية تراجعا في إنتاج الحبوب حيث بلغ 49.1 مليون قنطار مقابل 51.3 مليون قنطار خلال نفس الفترة من السنة الجارية حيث سجلت ولاية تيارت 20 بالمائة من الإنتاج تليها ولاية سطيف ب 6 بالمائة ثم وسجلت كل من ولاية تلمسان وسيدي بلعباس ومعسكر 5 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني حيث من مجموع 1317 بلدية منتجة للحبوب 461 بلدية تقع في السهول والمناطق الساحلية، وتصدرت 3 بلديات القائمة وهي كل من بلدية رحوية بولاية تيارت التي أنتجت 343 ألف قنطار تليها بلدية رشايقة من نفس الولاية ب 324 ألف قنطار وبلدية بابار ولاية خنشلة ب 302 ألف قنطار، في حين تبقى هذه الحصيلة ضئيلة مقارنة بنسبة الاستهلاك الوطني المرتفعة جدا، حيث اقتنت الجزائر 3 مليون طن من القمح اللين الفرنسي، خلال 9 أشهر الأولى من عام 2013، حسب إحصائيات رسمية لوزارة التجارة الفرنسية، في حين توقع الخبراء أن يصل الاستيراد إلى 4 مليون طن مع نهاية السنة الحالية. ومن جانبه، وعد وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري أن وزارته ستتوجه إلى دعم زراعة البقول الجافة ومضاعفة الإنتاج، مرجعا ارتفاع أسعارها إلى المضاربة، خاصة وأن الحكومة تتجه نحو دعم زراعته لأن أغلبها مستوردة من الخارج، وشدد الوزير على ضرورة مضاعفة الإنتاج، مؤكدا أن الدولة مستعدة لدعم المنتجين والمزارعين في الحبوب عن طريق الدعم المالي للقطاع الفلاحي وكذا تحديث هياكله، لرفع مستوى الإنتاج والإنتاجية لتقليص فاتورة الاستيراد. ويذكر أن الجزائر استوردت خلال عام 2012 أكثر من 8 ملايين طن من الحبوب، وخاصة القمح، ويبقى هذا الأخير من أهم المنتجات التي تستوردها من الجزائر في حدود 6 ملايين طن سنوياً، يليه الشعير والذرة، وتبقى الجزائر تعاني من التبعية للقمح الفرنسي الذي يعرف برداءة جودته.