تمكن الائتلاف السوري المعارضة من الخروج بنتيجة إيجابية اتجاه مؤتمر السلام الدولي في حال تمسكه بالقرار الذي انبثق عن اجتماع اسطنبول وهو ما تخشاه الدول الكبرى وعلى رأسها روسيا التي طالبت من الائتلاف تجنب العودة عن خيار المشاركة في محادثات السلام، حيث قررت المعارضة الذهاب الى جنيف بنفس الشروط وبتمثيل أوسع ثمّنه التوصل الى تشكيل أول حكومة بثمان وزراء فيما بقي الخلاف قائما بشأن ثلاث مناصب وزارية. أعلن أمس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض من اسطنبول عن تشكيل أول حكومة ترعى مصالح المعارضة تتكون من 8 أعضاء، وصفها بتشكيلة الكفاءات غير الحزبية على الرغم من عدم الاتفاق بخصوص شغل 3 مناصب، فيما أعزيت قيادة التشكيلة الحكومية لأحمد طعمة الشخصية التي انتخبها الائتلاف شهر سبتمبر الماضي لرئاسة الحكومة المؤقتة لإدارة مناطق تسيطر عليها المعارضة بعد تنازل سلفه غسان هيتو عن تشكيل الحكومة، فيما تعارض أطياف أخرى تشكيل هذا الكيان من الأساس، الى جانب الصعوبة الكبيرة التي تواجه الحكومة المؤقتة بسبب تباين مواقف فصائل المعارضة التي تسيطر على مناطق مختلفة في سوريا والانقسام الذي تعيشه المعارضة ومقاتلي الجيش الحر الذي انقسم بظهور جماعات إسلامية موالية لدولة العراق الإسلامية خاصة منها جبهة النصرة، وعلى الرغم من أن الإعلان عن الحكومة جاء مثمّنا لخطوة المشاركة في مؤتمر جنيف التي أقرها الائتلاف بشروطه المسبقة، حيث أبدى الائتلاف استعداده للذهاب الى محادثات السلام على أساس نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات بما فيها الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والأمنية، واستبعاد الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته من المرحلة الانتقالية، الى جانب ضمان وصل المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصرة، كما حدد الجيش السوري الحر شروطاً للمشاركة في مؤتمر “جنيف 2“، أبرزها تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات كاملة ومحاكمة مرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري. من جهتها أبدت موسكو أمس تخوفا من تراجع الائتلاف عن قرار المشاركة في “جنيف 2”، وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في أن ينفذ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قراره بشأن المشاركة في مؤتمر مفاوضات السلام على أساس بيان جنيف، مشيرة الى ضرورة ضمان تمثيل واسع النطاق للمعارضة في جنيف تكمل الأطياف السورية الأخرى التي حددت موقفها من المؤتمر مسبقا عل غرار الحكومة السورية ومجموعات معارضة أخرى منها هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الأعلى للأكراد السوريين وجهات أخرى أعلنت استعدادها لإرسال ممثليها إلى جنيف دون شروط إضافية، وبهذا القرار للمعارضة يدخل التحضير لمؤتمر “جنيف 2” مرحلة الجدية إن لم تتدخل عوارض أخرى تعيق خطوة تنظيمه، حيث تنتظر الأمانة العامة للأمم المتحدة إشارة المبعوث الأممي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، لتوجيه دعوتها إلى المشاركين في المؤتمر الدولي، ما أكده مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام بان كي مون الذي قال في تصريحات إعلامية أن الهيئة تنتظر إشعار فريق الممثل الخاص الأخضر الإبراهيمي وتفاصيل التحضير للمؤتمر، قبل توجيه الدعوات للأطراف المعنية بالحوار السوري دون تحديد موعده.