علمت ”الفجر” من مصادر مؤكدة أن قيادة جيوش أركان الساحل الإفريقي بقيادة الجزائر، ستشن في الأيام القليلة القادمة، هجمات نوعية ضد معاقل الجماعات الإرهابية بذات المنطقة، خاصة على مستوى الحدود الليبية التي تعرف انتشارا واسعا للسلاح، وجاء هذا المخطط بعد تطور في الملف الأمني ممثلا في إنشاء المخابرات المغربية لخلايا قتالية لاستهداف مصالح بالمنطقة من جهة، وتمكن عدد كبير من الجهاديين الليبيين من تبيض أموالهم في استثمارات ضخمة بدول عربية في مقدمتها دولة قطر. بحسب ذات المصادر، فإن قيادة جيوش أركان الساحل الإفريقي ممثلة في مالي، موريتانيا والنيجر بقيادة الجزائر، أنهت من رسم خطط لهجمات عسكرية مقررة خلال الأيام القليلة القادمة، ضد أهداف لجماعات إرهابية منضوية تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خاصة على مستوى الحدود البرية مع ليبيا التي أصبحت وكرا وملاذا أمنا للجماعات الإرهابية مستفيدة من حركية واسعة لأسلحة متطورة كانت بالمخازن العسكرية لنظام امعمر القذافي. وجاءت هذه الخطوة العملياتية لجيوش أركان الساحل الإفريقي، بعد تطورات في الملف الأمني عرفتها مؤخرا المنطقة، منها المحاولات المغربية لحشر الرباط في ملف أمني لا يعنيها جغرافيا ولا أمنيا، وتأسيس المخابرات المغربية لخلايا إرهابية متحصنة في بعض مناطق ليبيا، لضرب مصالح وأهداف دول المنطقة، وكذا التشويش على مساعي الحل العادل والشرعي للقضية الصحراوية التي تعتبر آخر ملفات تصفية الاستعمار بالقارة السمراء. كما تأتي هذه الحرب على الإرهاب في وقت تمكن فيه عدد من الإرهابيين الليبيين، في مقدمتهم عبد الحكيم بلحاج، من تبييض أموال مشبوهة عبر مشاريع اقتصادية في دولة قطر مثلا، وهي المشاريع التي تضمن استمرار الجماعات الإرهابية وتنظيم القاعدة بالمنطقة، بعدما تمكنت الجزائر من وضع حد لدفع الفدية مقابل تحرير الرهائن الغربيين، بدعم من المجموعة الدولية. يذكر أن الجزائر عقدت مؤخرا صفقات سلاح جديدة مع كل من الإمارات وروسيا، لاقتناء أسلحة وعتاد حربي متطور لملاحقة الجماعات الارهابية بالساحل الإفريقي وهي الجماعات التي تحوز على أسلحة ليبية متطورة.